فضفضة في الريح .......بقلم هيثم الأمين / تونس
ذئاب الرّيحْ،
عاويةً،
تكنّس ما علق بالأسطح من أفراح خجولة الحضور
و من القهقهات و من الخطوات المتلصّصة
و المزاريب تتقن ذرف الوجوه الحزينة
و لعبة البكاء على صدر الأرضْ
و الوطنْ... آخر أغنية قد يغنّيها مصابٌ بالجوعْ
و وحدها الأسرّة
تبارك ذئاب الرّيح العاوية و المزاريب الباكية
و تبصق في وجه الوطن نوعا جديدا من النّسل المكتملَ الكآبة.
أمّا أنا
فأراك تلوّحين لي من فوهة مرشّ الحمّام
ثمّ تهربين منّي
دون أن تنسكبي على جلدي المخضّب بالوحدة
أراك
تقفين على هامش حياتي
حاملة، بين يديك، وعدا بقبلة اعتذار ستصوّبينها نحو جبيني حين يلتهمني الموتْ
أراك!!!
... أنا لا أراكِ!
أقبّل سيجارتي بعنف و أشتمْ
و أتساءل:
كيف دخلتِ هذا النّصَّ و من أين دخلته و ذئاب الريح تحاصرني و المزاريب تتوعّدُني بتخمة حزن؟!
كيس بلاستيكيّ، يضمّ وجهي فجأة، يسألني:
هل الحزن امرأة أم أنّ النساء مصانع للحزن؟!!
ثمّ يقهقه ساخرا منّي و يرحلْ
شجرة، نهشتها ذئاب الريح و تغطّي عورتها بنقشة قلب فيه حرفان، توصيني:
اذهب للنّوم، فقد تنهشك ذئاب الريح فلا تعرفُكَ بعد اليوم و أنت لست شجرة ليهبك الربيع، إن جاء، وجها جديدا.
فأضحكُ و أضحكُ و أضحك
أنا الذي
فقدتُ كلّ وجوهي
حين انفجرت في وجهي قبلة وداع.
أيّتها الرّيييييييييييييح
أنا شراع من ثرثرة
انتظريني حتّى أرتق بخيوط الصمت كلّ ثقوبي
ثمّ خذيني معك
إلى
مدن لا تسأل الغرباء عن أسمائهم
و لا تدوّن في سجلّات الخطايا جروح قلوبهم.
فضفضة في الريح .......بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
11 سبتمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: