موت و حب بقلم مصطفى الحناني المغرب


عمر أغبر
جسد بلا رأس ينحني لتمر الريح
هكذا هي دولة يحكمها رأس جاف
يقودها كحمار عربة بعجلات معطلة
نحو عطش غزير
هنا
سيدة لا تعرف من التاريخ سوى نونبر 1977
تاريخ وفاة زوجها
كيف يموت العد في أوصاف صورة صاحب الكناش
أنف قمحي طويل
عينان بنيتان
حاجبان عريضان كطريق مزدوج
جبهة عريضة كالتي تحلم بها قوى اليسار
شفتان رمليتان تحضنان بعضهما
كأنهما عقربا ساعة عشقا بعضهما
ودخلا في عصيان مدني
ليتقاعد الوقت في جيب عجوز
بقايا امرأة نفتها الجغرافيا خارج التاريخ
تشير بأصابع يدها إلى سؤال الحيرة
والحيرة جبانة
ترقص في رأسها بعد صلاة كل عصر
مثل شاعرة تمشط شعر رأسها قصائد
وتمشي في غنج قرب مقهى عسكري
الجنود لا يهتمون بالجمال
المهم لديهم أن يكون اللحم طريا
ومناسبا لرقصة سالسا طويلة
الكعب العالي يا دالي
سبحة سريعة للموت
لذلك يبيت فوق رؤوس الجدات
الجدات لم يتعرفن قط على سيمون دي بوفوار
لذلك يضمدن جراحاتهن بالحك في أكثر مناطقهن حميمية
ويتبولن في سراويلهن كلما نودي عليهن للصلاة
فما فائدة الخشوع أيها المؤمن
وأنت تركض من حصير إلى حصير
الوادي دراجة نارية تهرب بكف النخيل
والفلاح مقود الماء نحو الماء
فلماذا أيتها الشمس تسترقين النظر إليه خلف حجاب ؟
وانت أيها الليل
لماذا تمدد الصخور في الظلام وانت ظل بأنف طويل ؟
الحب يا جاك بغيل
هر هرب من البيت
وسكن غرف الأمنيات
الحب أكله الذئب سبع مرات
وعافه في آخر مرة كموجة مالحة
فقال :
والله لو جيئني به على هودج
لأصبحت قاطع طريق
لكي لا تمر القوافل في طريقي
الحب جرو ابن كلب
لم يتعلم من أبيه غير النباح
حين تنادي عليه
يدس ذيله في مؤخرته
ويبدأ في النحيب
مثل طفل صغير
مهمل في شارع مدينة نسيت معنى الحياة
الحب لا يمكن أن يتسلق جدارا من إسمنت
هو جبان جدا يهاب السقوط يا سيرجي بوبكا
الوطنية كذبة خضراء
مزين صدرها بالنياشين يا أركون
والثورة عصا كفيف يا تشي
تصفع وجه الطريق بقوة
وحين تصل تنام متوسدة صدر الرئيس
********
يا الله !
لماذا منحت الموت أجل صفاتك
وأقفلت بوابة معجزاتك
أنت الخالق كل الأشياء من عدم
موت و حب بقلم مصطفى الحناني المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 13 سبتمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.