خرافة الأصابع ....بقلم هيثم الأمين / تونس



لم أكنْ هناكْ
حين عبر أسلافي كلّ الحكاية.
أسلافي لم يكونوا شعراء
و لا زجّالين
لهذا عبروا الحكاية تحت جنح الصّمتْ.
لو كنت معهم
لأضللتهم
و لهديتهم إلى طريق غير نهاية الحكاية
ربّما،
كنت سأقنعهم أن يتحوّلوا إلى أسماك
أو لأعشاب بحريّة
أو لسلاحف عملاقة لا تطأ اليابسة إلّا لتضع بيوضها
ثمّ تبتسم في وجهها و تقول كلماتها الشهيرة:
" فَكْرِنْ و إلّا لا فَكْرِنْ"
ثمّ تمضي.
لو أنّي، سَنَتَها، أضللت أسلافي
لما كنتُ، اليوم، شجرة تين عجوز
تضفر يَبَاسَها
و تشتُم الرّبيع الذي لم يهدها فستانا جديدا؛
لما كنتُ، اليوم، أستجدي العرّافين
ليمنحوني إكسير الحياة
لنبيّ أرسلته إلى أرض، حبيبتي، المقدّسة
فعلق في موت اضطراريّ قبل أن يبلّغ رسالته؛
و الجميلة،
التي حدّقت بي طويلا من وراء زجاج السيّارة
و كأنّها تعرفني،
ما كانت لترحل دون أن تقول لي:
أحبّكَ
أو
أكرهك.
لقد قتلتني السّناجاب،
في حياة سابقة،
لأنّي كنت أوّل سنجاب ابتدع فكرة اهداء الزهور لحبيبته !
لو أنّ أسلافي غرقوا جميعا في البحر
لكنت،
الآن،
كلبا آسياويّا يتسكّع في مدينة البندقيّة الخالية
و ينبح، بشراسة، في وجه الفراغ
ليعلن حقّه في ملكيّة الرصيفْ
أو، ربّما، كنت مرآة
و بسبب الحجر الصّحيّْ
تتعرّى أمامي مراهقة جميلة تشعر بالملل
و تقبّل شفتيها المحمومتين و هما ترتعشان على صفحتي
فتهدأ قليلا
و أوشوش لها: أحبّكِ.
دور المحطة... ما عاد يعجبني
دور المقعد المتروك في زاوية حديقة عامّة
ما عاد يعجبني
و دور المهرّج لم يعجبني يوما
فماذا لو
سقطتُ، الآن، على خشبة المسرحْ
كخروج عن النّصّ
فأغضبتُ المخرج و الجمهور
فهل سيتراجع أسلافي عن فكرة العبورْ
و هل كانوا سيقطعون نسل الحكاية؟ !!!
لا شيء سيتغيّرْ؛
رقم في قائمة
و نصب تذكاريٌّ على هامش ذاكرة؛
مات النبيُّ قبل أن يبلّغ رسالتهُ
و بقيت المحطّة
توزّع منشورات سريّة على الرّاحلين
تبشّر فيها بـ
خرافة الأصابعْ !!!!
خرافة الأصابع ....بقلم هيثم الأمين / تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 31 مارس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.