واجبات الحب بقلم مروى بديدة تونس

أن تقول لأحدهم : آه ! كم أحبك !
عليك أن تفكر في نومه و صحوته
زوج الأحذية الذي يضعه وراء الباب كاللص
و ثيابه المبللة منذ دقائق على حبل الغسيل
و تلك المحشورة في الخزانة بركلة قدم عنيفة
وجباته التي يحضرها على عجلة من أمره
و يأكلها بتأفف و شهية منعدمة...
العروس الخشبية على الطاولة ...
يحدثها كل صباح :
"كم وحيد انا "
"كم أنت جميلة لو تقفزين من خشبك"
لو تقفزين إلى داخلي الكئيب"
عليك أن تسأله دائما :
هل أكفيك أنا كي تعيش؟
ما يلزمك لتكون سعيدا ؟
هذا الحب ...هذا الحب !
كثيرة واجباته ...وفيرة همومه ...سريعة نكباته
كم نحن لطفاء ...كم نحن سعداء !
حين يبتسم أحدهم بفضلنا
حين نرتب بيته...نصنع له أطعمة لذيذة و صحية
نلمع حذاءه...نغسل جواربه
نشتري له أثاثا جديدا و كتبا جديدة
نخبره بتوقعات الطقس ليوم غد
نقترح عليه نزهة و أمسية في الحقول
نرقص معه و نصفق له...
نمسد كتفه حين يفشل و نقبله تقبيلا حارا
على أن بعد هذا الفشل ...يأتي النجاح باهرا
ندخل أيدينا تحت القميص و البنطال
نفرك له ظهره و بطنه و نتمرغ من الضحك...

في الشجار أيضا ...
حينما تبدأ الجراح بالنتوء و الانتفاخ
نضمدها سويا و نرقد بسلام ...
الفستان الملقى على السرير
برائحة الندى و الشهوة
الليل الطويل المتخم بالضوء و الهمس الشجي
الأجنحة المبسوطة بريش ناعم
هي لحبيبين حقيقيين ...
لا ...لن تحولهما الكوابيس الى خفافيش ...
لن ينسيا أبدا انهما يحلقان بعيدا عن القبح
بعيدا عن البؤساء...
الذين يقتلون أحبتهم و يتحولون الى وحوش !
أن تقول لأحدهم : آه ! كم أحبك !
عليك أن تكون حبيبا رائعا ! ...
أو فلتكن بعيدا و تصمت!