الآن .........بقلم حسن الخندوقي / المغرب




▪ الآن...

شيء ما ينقصني
مما حَبَا الله به
كل البشر

ما عاد يهمني شيء
مما يهتم له
كل البشر

الآن ،
يتساوى عندي
أن أكون زوجا
أو أعزبا
أو أن أكون أبا
أو أبترا
أو أن أكون ابنا
و أخا و عما و خالا
أو مقطوعا من شجرة
أو أن أكون صديقا
لأحد
أو أن يصادقني أحد
أو أحيا مفردا
لا يهمني حتى
أن أكون موجودا
أو محض وهم
بل لا يعنيني أبدا
أن أكون أنا
كاتب هذا الهراء
أو أنه سجع أزلي
يجمعه علماء الأصوات
من ذبذبات الهواء
لإنسان بائد
من أركيولوجيا الكهوف

لم أعرف أبدا
كيف أحافظ على أي شيء
ضيعت جوهري و عرضي
عملي و فراغي
صحتي و ضعفي
اسمي و نسبي و نسلي
ماضِيَّ و حاضري
و يبدو أن مستقبلي
على صفيح ساخن
و لا شيء يقي
قدميَّ لسع الحريق
لذا ، ها أنذا
أقفز كالديك
في ساحة ( جامع الفنا )

" الآن ،
أبكي كالنساء
مُلكا لم أحافظ عليه كالرجال "

هل تصدقون الآن
أنني غير كل البشر
ينقصني كل شيء
مما حبا الله به
كل البشر
و لا يعنيني أي شيء
مما يهتم له
كل البشر...

الآن ،
إني خارج كل الثورات
في وطني و خارجه
داخلي هاديء ساكن
سكون الموت...

                                         ح - خ  ( ابن الزاوية )
الآن .........بقلم حسن الخندوقي / المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 21 أكتوبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.