كان معي كتاب حين دفنوني .....بقلم عبدالرزاق الصغير/ الجزائر


كان معي كتاب حين دفنوني

المقبرة قيد الترحيل
 كل هيكل جالس على شاهدته
 يحمل ثبوتيته
 وشهادة اقامته
 غافلا تسطك أسنانه يبحث
 عن ما ينقصه
 أجزاء في الحوض
 والورك وعظم الجمجة
 الأمامي
 بعض أصابع الرجل اليمنى
 واليد اليسرى
 هذه المقبرة غير آمنة
 كان معي كتاب حين دفنونني

***

النوء

الثلج كما هو دائما
 التبغ
 الوحدة
 الأرصفة المقاهي الآهلة بالأشباح و الأغاني المغبرة كشراشيف نوافذ مغلقة من مدة طويلة مذياع الثلاثينات والتلفاز المغلف بالفورميكا
 النساء
 في القصائد العشوائية
 كأزقة موبوئة
 نار الخبث
 في قلوب اللصوص
 في النصوص الطويلة
 نار الحب
 في قلوب الأخيار
 في نصوص الومضة
 النوء
 كالمعتاد طمي
 في الحواري

***

ليس إلا

لا تفرحني الأجرة الشهرية
 كما تفرحني حيازة ديوان شعري في خلوة

طفت المدينة
 أبواب
 مقوسة
 مثلثة ومستديرة
 ولا من دلني على باب
 القصيدة ..

كتبت الليلة رسالة
 إلى أبي المتوفى من ربع قرن
 عن ألم ألمّ في عمودي الفقري
 عن مرح امرأة رفض خطبتها لي
 صارت زوجتي
 عاتبته عن إتلافه مخطوطات تلك الكتب العتيقة جدا
 وأني غرست على قبره شجرة غالية الثمن
 أزهارها ذهبية جميلة
 جميلة كقصيدة
 كورتها ورميتها
 ليس إلا خجلا
 وجدتها على قبره في صحن طيني مخصص ل السقي

***
على أمل
 أخيط
 وأطرز كيس خيش
 لأبيعه لسيدة مرفهة كحقيبة يد
 أتوكأ على قصيدة معوجة
 كقوس
 أطل بحذر
 عسى يعود السهم يرقد في القراب ينهض الوعل الميت يرعى تنطفئ
 الدماء
 نكنس رماد الأزقة
 والشوارع المهدمة
 گأن نسفها بركان
 نزرع ثالثة وخامسة
 أحواض النرجس
 نستعمل في السقي
 كنبلاء أوروبا في القرون الوسطى
 أباريق النحاس
كان معي كتاب حين دفنوني .....بقلم عبدالرزاق الصغير/ الجزائر Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 28 نوفمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.