منذ أن تركنا الوقت خارجاً ....منال أحمد / البحرين

منذ أن تركنا الوقت خارجاً
صار ضالاً مشرداً
يتزاوج بفوضى عابثة
مع أي فصيلة أخرى له
على الأرصفة
تحت الأشجار الميتة
بين أقدام المارة
لا يخضع لقانون تحديد النسل
أو تنظيم الأسرة
أنجب الكثير من الأيام التافهة
المملة العابثة.
ماذا لو فكرنا في  استعادته
نعمل على اعادة ترتيبه
في المنزل والذاكرة
نوزعه في الزوايا المكتظة
الشاغرة والمنسية
نصنع منه وجبة صحية
في قلاية الزمن الهوائية
لنعاود تناوله خفيفاً
خالياً من الآمال الدسمة
والهموم السخيفة.

نحن في الوقت كائنات كسولة
نستلقي تحت راحتيه كقمح فاسد
عليه أن يطحننا بجهد
كي ننهض من غبارنا
إلى مصائر محترقة.

ولن نبدو أفضل خارجه
حيث سنقفز في خلايا اللاشيء
لنبني لاشيء أكثر اتساعاً
نحشر فيه كائناتنا الغريبة
تلك الهلامية
التي تشبه حركتنا في الحلم
نبرز ملامحها حينا
وأحيانا نجعلها بلا ملامح
تأخذ بنفسها مهمة الانتشار
الدوران بأشكاله المريعة
بزوبعاته الغبية
ثم تبلعنا تماما
تترك منا أسماءنا
كأثر ضئيل
يركله هذا اللاشيء العظيم
كلما أراد النمو .