من أربعين سنة و ظلُّه يبتسم ....رزيقة بوسواليم / الجزائر


نغوصُ في لبِّ الطِّين ،
أظافرنا ألمنيومٌ ملمَّعٌ
وأجسادنا معدنٌ بارد  .

اعرف الشَّمس برتقالةٌ قديمةٌ جدًّا
و إلى اليوم
لم يُصبها التَّعفن داخل صندوق الكون المُكدَّس .

تمسحُ على جُلودنا الخشنة
أيادٍ خشنةً يجرحها الصَّقيع
ونتوه فيما بيننا
مسافة  سُعال  .

في صهيل الرِّيح
ما ابدع ما تبكيهِ الشُّموع
وراء ستائر اليُتمِ  .

يتشقَّقُ قبري
جثَّتي تعيد خياطة
جرحٍ تركهُ طبيب التَّشريح
كان مرتبكا
أخبروه
إمرأتك تحتاج ولادة قيصرية مُستعجلة   .

ظلِّي ينعرج بي
إلى أحياء حيادية
رطوبة الجو تلوكنا
ونحن نُغنيِّ صوتنا الطَّويل   .

أعراسُ الذُباب 
كان الخيال يبني صُورةً
البنتُ التِّي أحبُّها
تستعدُّ لتجربة المُضاجعة
مع رجل حافي السَّاقين  .

أتخيلكِ كحقلٍ
يداعبهُ زغب أرنب بري
مزروعا بالعشب الملغَّم
على أرضهِ حلزوناتٌ  تتناسل  .

فيلمٌ يتمطَّى على الشَّاشة
وراقصةٌ تهزُّ خصرها
مُؤخرتها تعوي
لإثارة شهوة شبحٍ منهك في سرير يختنق بآهة  .

لا ابالي
ما أكتبهُ ، يلْمسني
يرطِّب شفاهي لونٌ رصاصي
وعلى وجهي شامة باهتة 
مثل لوحةٍ سريالية جامحة أبدو
عند استعراضي الأول .

في اللَّيل أستلقي على ظهري
أمنيتي
معرفةَ الكلمة المؤنَّثة عندما تأتيها آلام الدَّورة الشَّهرية
وهي تتعرى لتمارس الجنس
و هي تروي تفاصيل الشَّبق .

أتحوَّلُ إلى نادلٍ
في حانة نص  ،
كل زبائني مرحبٌ بهم
ولهم  خصم
على كلِّ كأسِ نبيذٍ  نحتسيه معًا  .

داخل ألبومَ صوري
خلَّفت هيكلا لرجلٍ ثمل
تملأ بشرته بثورُ سعادة غامضة
حاولت تفسير لغزه ،
وجدته مات من أربعين سنة
ومازال يبتسمُ   .

رزيقة /#
من أربعين سنة و ظلُّه يبتسم ....رزيقة بوسواليم / الجزائر Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 19 نوفمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.