أنت، الآن، وحيد جدا .....بقلم هيثم الأمين / تونس


أنت، الآن، وحيد جدا
كفردة حذاء قديمة
يلوكها بئر.
يلقي عليك
التحيّة
جدار يحمل وشم شرخ على صدره
تصافحك،
بحرارة،
يدُك المفجوعة في نصّ مات جنينا
و تقبّلك
بعنف
سجائرك المصابة بالقلقْ.
أنت، الآن، وحيد جدا
كفكرة انتحار استوطنت جمجمة رجل بائس.
ظلّك الصّامت،
الذي لا تستهويه لعبة تسلّق الجدار،
لا تستهويه، أيضا، فكرة الجلوس أمامك
هو
يجلس وراءك
لأنّك ترعبه حين تحدّق فيه و في الفراغ
دمية القماش
التي اشتريتها هديّة لإبنتك المقيمة في العدم
أضاعت ابتسامتها يوم مرّرت أصابعك المُرّة على شفتيها
هي، هناك،
تحدّق في السقف
و تغنّي أغان حزينة
و وحده الفأر،
الذي استولى على بيت الخزين،
يجلس مع زوجته أمام باب الجحر
يخبرها كم يحبّها،
يُطعمها تمَركَ
و يقصّ عليها كم كُنْتَ مشغولا و تضحك
حين لم تكن وحيدا جدا
كفردة حذاء يلوكها بئر
أو كفكرة انتحار استوطنت جمجمة رجل بائس.
أنت، الآن، وحيد جدا .....بقلم هيثم الأمين / تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 25 نوفمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.