عشرون بقعة حزن.. عسى ٢٠٢٠ تمحوها ....بقلم حسن الخندوقي / المغرب
إنهم لا يحبونني ، يا أمي
لا أعاتبهم
ولكن ، اسأليهم :
لماذا تكرهون أخاكم ؟!!!
كيف ستقنعون ، بمحبتكم ،
رجلا يكره نفسه حد المقت ؟؟؟
سلاما سلاما سلاما...
رغم أنهما دليل على استمرار الحياة
كلمتان تقتلانِني :
بَابَا - أستاذ .
لِذا ، أموت كل يوم بعدد صَعْقِهما لِأُذُنَيْ قلبي...
آهٍ...
كم أُصَدِّقُ حبي لكِ
آآآهٍ...
كم تُكَذِّبُني الحياة !!!
لَكَفاني أن أزهد في الحياةِ
لو لم يَكُ بي منكِ إلا الفراقُ
كيف و الملاعينُ به أحاطتْ :
شرفٌ مُراقٌ ، شوقٌ و إِمْلاقُ
ها قد تجاوزتني الحياة
و ما زال يتحاشاني الموت
فلا أنا حي فأُغاث
و لا أنا ميْت فأُرْثى...
رغم أن الليل مُخَيِّمٌ منذ
أحد عشر عاما عسعسْ
إلا أنني أنتظر ليلا جديدا
كل يوم...
عسى صبحا يتنفسْ
كل ما يستعذبه الناس.. يعذبني
كل غرام يحلو للناس.. يذكرني بغرام جهنم
يبدو أنني صرت قرحة في ظهر الحياة
لا تصل إليها يدها لتهرشها
اليوم ،
كيف سَأَغْشى المسجد
و اليأسُ جنابةٌ
لا طهارةَ منها لا بماءٍ و لا بِصعيدٍ طيب...
منتهي الصلاحية
الحزن يُعَفِّنُ كل عناصري
حتى الهواء
أختنق...
لو عَلِمَ النّايُ كَمْ في قلبي من ثُقْبٍ
لَحَسَدَتْني كُلُّ حقول القصبِ
ثم يحدثونني عن العيد
و الطربِ !!!
لا تلوموني
حرفي يجنح نحو قمم الألم الحزينِ
فلقد سئم أودية الفقد و الحنينِ
لا تلوموني
يعتريني
وجع التهاب مفاصل الشوق
الذي ينذر بروماتيزم الغياب الزَّمينِ
كل شيء قد بلغ الحُلُم
الغياب و الحنين و الإفلاس و الهم...
إلا الحُلْم
عَقِرَ إلى الأبد...
يؤسفني
أو يسعدني
أن أعلن للحياة انتهاء دوري في سيرورتها...
إلى إشعار آخر على الأقل
رغم أني أدعو الله الستر في كل صلاة
إلا أنني أخشى أن يكون سقوطي مُدَوِّيا
فقد بلغتُ سماء الصبر
و إني أسمع صرير الحبل...
ضَيَّعَتِ الضِّحكةُ طريقَها من القلب إلى الشفاه
لكثرة ما تَرَصَّدَتْها من دوريات الآلام و كمائن الأحزان
كل شيء جاهز
النعش و اللحد و الجثة
ينقصني المسمار الأخير
أيكم يأتيني به قبل أن أتفسخ...
أنا
دمعةُ روحٍ
ما أوتيتم من علمها شيئا
أعذركم . فاعذروني...
و يبقى الوضع على ما هو عليه
و على المتضرر اللجوء إليه :
"ربنا آتنا من لدنك رحمة و هيء لنا من أمرنا رشدا"
ح - خ ( ابن الزاوية )
عشرون بقعة حزن.. عسى ٢٠٢٠ تمحوها ....بقلم حسن الخندوقي / المغرب
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
26 ديسمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: