ترف بكاء .....بقلم هيثم الأمين / تونس

أحتاج امرأةً
لا تفتّش في جيوب قصائدي عن أعقاب الحكايات،
لا تبحثُ،
بين أصابعي،
عن خدّ امرأة أخرى نسيته، ذات حزن، معلّقا هناك
و لا توقد دموعها شموعا كلّما زارها غيابي.
أحتاج امرأةً
لا تحتال من أجل قصيدة
و لا تصدّقُ وسامة أصابع الشّعراء...
امرأة
تدخلُ في صلب الحبّ مباشرةً،
تستدرجني لموعد في الدّخان
تنزع عنّي معطفي البارد و الرّصيف الذي مضغ خطواتي كلّها
و دون عناق أو نصف قبلة
تعرّيني
من تساقطي في الهاوية، من الجثث التي تلعب الشطرنج على صدري
و من أظافري المستعارة...
امرأة لا تملك في خزانة ملابسها
و لا في خزانة أحذيتها
بقعة لون حمراء
و لا تحتفظ داخل علبة السّكّر بذاكرة رجل وسيم...
أحتاج امرأة
لا تراقصني على سطح غيمة
امرأة
لا تُمطِرُ كلّما حلّت مواسم غضبي و جنوني
و لا تسألني:
ما يُبكيك يا حبيبي؟ !
أمازلت تحبّني؟ !
هل تشتهي طبقا معيّنا على العشاء؟
أحتاج امرأة
لا تسأل الدبّ الأكبر، في السّماء، عن أخباري
و عن آخر خياناتي لها
لا تسأل ياقة قميصي عن اسم صاحبة العطر الذي يفوح منها
و لا تسأل بقعة القهوة على ربطة عنقي
عن اسم تلك العابرة التي فاجأتني بسؤالها أو بطرفتها و أنا بصدد ارتشاف قهوتي.
أحتاج امرأة
تثق بي
كما تثق بأنّ أصابع يديها عشرة
و تعلم أنّي
أكتب الشّعر كترفِ بكاء
و أنّي
مسالم جدا
رغم طول مواسم غضبي و جنوني.
فهل أخطأتْ
إن أنا صرّحتُ لكلّ الدنيا
أنّك المرأة الوحيدة التي أحتاجها كما أحتاجُني؟ !!!