الساعة الثالثة فجرا ....بقلم سولين محمد أباظه / سوريا


الساعة الثالثة فجرا.
بضع نوافذ مضاءة،قد تكون
لعشاق كسرهم الحب لدرجة أنهم يغفون ومصابيحهم مضاءة.
يفكرون كيف لليل سرمدي أن
يجعل قلوبهم تتوجع!
إنهم لايحملون ثقل الغربة مثلي
ومع ذلك لاينامون وفي قلوبهم
ألم الحنين وشتات الروح في
المهاجر.

عندما أفكر كيف قضيت سبع سنوات من عمري وأنا أقيس
مسافات غربتي شبرا شبرا
أفتح نوافذ ليست لي لأشم
رائحة الخبز في مدينتي البعيدة..
رائحة القهوة المحمصة توا.
رائحة الشاي بالنعناع الذي
تعده أمي في الصباحات.
رائحة سجائر أبي الحموية
التي يجمعها من بقاليات تجيئ
مع أول قادم من بلدي.

أتوق لصوت المدفأة في بيتنا
القديم .
إنه شغف عصي عن الفهم لقلوب
لم تستمتع بطقطقة الخشب وهي
تتلاعب مع النار.
هنا لايوجد مدافئ.كل شيئ
عصري.
لاأحد مثلي قادر على تصور
اللحظة وأنا أشوي الكستناء.

خطوات الإشتياق مؤلمة جدا
إنها خطوات بالفعل.لأن كل
خطوة تشي بعذابات الحنين.
في الشتاء كل شيئ حولي
يتحول الى لكمة تصفح روحي.
حتى تحول وجهي الى مكان
للوجع.
وكلما حاولت أن أبتسم يخرج ألف
تعبير للحزن
تبا للمسافات التي تجعلنا رهن
خطواتنا.
رهن اللحظة الحلوة التي
ترجع.

صوت المطر هنا لايشبه مطر بلادي، إنه يحز الروح مثل سكين.
المطر هناك مثل علبة حلوى
عندما تشبع منها .يكافئك بقوس
قزح..ماأجملها من مكافأة.
يحررك من عبئ انتظار البرد..
الساعة الثالثة فجرا ....بقلم سولين محمد أباظه / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 13 ديسمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.