الشّعراء الدّراويش ....بقلم سمر لاشين / مصر


الشّعراء الدّراويش، طيبون جداً وقُسَاة أيضاً

 كلّ امرأةٍ تحتاجُ أن تنضج على يدِ
رجلٍ قاسٍ.
رجل ينفخ الغبار في عينيها
فلا تشّعر أنّها غبيّة
حين تُلقي كلّ محصول قلبها
في طاحونته.

الدرويش الذي حَصدت مناجله كلّ سنابلي
قبلني أولّ مرة بجوارِ سُورِ الفقراء
وتحسس قلبي
وحين وجده نيئًا قال لا بأس
بعد عشرِ قبلاتٍ سينضجُ وتصبحينَ أنثى
هل تدركين معنى أن تكوني أنثى؟
 قلتُ لا.

كنتُ أمرّ دائمًا لأراه وهو يقبل امرأة مختلفة
غرني شكل الشّفاة
وهى تختفي وتظهر متورمة.
فابتسم وأقول الحمقاء
لا تدرك معنى أن تكون أنثى
 لذا يجب أن تنضج على يدِ رجلٍ قاسٍ.

ليسَ ذنب الدرويش
أنه لا يقبّل أرغفة قلوب النّساء
ويضعها على جبينه
ويحمد الربّ قبل أن يضعها جانبًا ويرحل.
ولا أنه يقسّم طعامه مع بؤسه وكآبته
وشخوصه الطيبة دون أن يستأذنهنَ.
ولا حتى عذره أنه بعد عشرِ قبلاتٍ يحبّ المرأة
 فيتوقف عن أكل قلبها
ويبحث عن قلب آخر لا يعرفه
" قلبا كبيراً ومدورًا ومرشوشًا بشرائح التفاح ".

ذنبه فقط وما يحزّ في قلبِ أي امرأةٍ
أنه حين يودع إحداهنَّ
يبكيها بدموعٍ مستعملةٍ
وقصائد كان قد كتبها لحبيباته.

____________________

سمر لاشين
الشّعراء الدّراويش ....بقلم سمر لاشين / مصر Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 20 ديسمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.