أردتُ أن أصلَ إليك ....بقلم ميرفت أبو حمزة / لبنان
أردتُ أن أصلَ إليك
ليس إلّا....
والدروبُ تدقُّ أوتادَها
في قدمَيّ..
كلُّ الذين سبقوني
أخذوا الهتافات من فمي
وقطعوا المسافةَ بخطاي
كلُّ الذين داسوا افتراضي
تعثَّروا بظلالي القصيرةِ
وألقوا عليّ الشتائم
لستُ طيفاً لكنّي..
لم أبلغْ من إنسانيتي جسداً مرئياً..
وإرْثُ الملحِ طافحٌ في وريدي
ملحٌ تبرَّأَ من دمي
وكلُّ هذا النزفِ حلوٌ..
كطعمِ ياسمينةٍ بلدية على سياجِ بيتنا القديم..
هنا وهناك إشاراتٌ ترحبُ بالزائرين..
لكنَّ يدِي ما عادتْ تلوح
إلا للممراتِ الموحشةِ
حين تضيقُ بالنعوش ..
أردتُ أن أصلَ ليس إلّا..
إلى محطةٍ ....
لم يَزُرْها سواي منذُ آلافِ السنين
ولم تنتسبْ لعاصمةِ الموتِ بعدُ
إنه رجاءٌ حزين..
كرثاءِ عصفورٍ على رمادِ عشِّهِ الصغير
كلُّ ما حوله عويل..
لكنه يغنّي...
أردتُ أن أصلَ ليس إلا..
تائهٌ يلملمُ العناوينَ من السماء..
عابثٌ يلهو بموته
وطريقٌ يعدُّ جنازةً تليقُ بالانتظار..
أردتُ أن أصلَ ليس إلا
تركتُ جسدي ومضيت رحتُ أعدو دوني..
مع صوتِ السنونوات...
مع دخانِ القذائف..
مع الأرواحِ الصاعدة..
ومع كل صرخةٍ خرجتْ من قميصِ ثكلى..
دفنتُ وجهي في غيمةٍ وحيدة
ف
س
ق
ط
تُ
دون أثر....
كدمعةً على سطحِ ماء
أردتُ أن أصلَ إليك ....بقلم ميرفت أبو حمزة / لبنان
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
11 يناير
Rating:
ليست هناك تعليقات: