دائرة في الفراغ ...بقلم هاني يحيى / مصر


                     
لم يَحنِ الوقتُ بعدُ ..انتظرْ
مرَّ برقٌ قريبًا من الروحِ قلتُ انتصرتُ
وأعلنتُ أنَّ القيامةَ آتيةٌ
أنَّ نهرًا يفيضُ فيغرقُ هذا الخرابَ
فماذا سأصنعُ عند اكتمالِ السفينةِ؟
لستُ نبيًا
        فقط كان حلمًا يراودني
ورأيتُ اصطفافَ الكواكبِ بين يديَّ
ولا زلتُ غَرًّا أُصدِّقُ أنَّ المجراتِ آلهةٌ تمنحُ العاشقينَ السكينةَ
صلَّيْتُ حتَّى الثمالةِ
آمنتُ أن اختلافَ المواسمِ يُعطي المدارتِ أقمارَها
فلماذا مداري بلا منتهى؟
اخلعْ جناحيكَ في حضرةِ الملكاتِ ... تمهَّلْ
مضى الوقتُ في التيهِ
هل يسعفُ القلبَ أنَّ البحارَ  تُشقُّ لنسقطَ في هذه الصحراءِ؟
وأَفْقهتَ قولي فطفتُ المدينةَ لكنهم طاردوني
ولا زلتُ طفلًا أشاكسُ حينا
         فأُلقي رؤاي مباغتةً فإذا هِيَ تلتهمُ القلبَ شيئًا فشيئًا
وحينًا أحطِّمُ كلَّ الوصايا وأتهمُ العابرينَ
أنا لا أحبُّ الطقوسَ كثيرا
لذا صارَ ينبذني الآخرونَ
فأعشقُ حتى أجنُّ وأرحلُ دونَ وداعٍ
فهل تستطيعُ معي الآن صبرا؟
وقال لصاحبهِ اصبرْ .. لنا موعدٌ
فطَفِقْتُ أُبشِّرُ  بالنهرِ من عسلٍ
وانتظرتُ طويلًا أراقبُ كيف الحمامُ يعودُ إلى الغارِ ينقرُ قلبي ويرحلُ
في العزلةِ الوقتُ دائرةٌ في الفراغِ بغيرِ عقاربَ
لا شيءَ يأتي ... ولا شيءَ يذهبُ
من أين يأتي إذن كلُّ هذا الحنينِ إليكِ
***              ***             ***

هاني يحيى
مونتريال - مصر
دائرة في الفراغ ...بقلم هاني يحيى / مصر Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 11 يناير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.