كائن من طحين اللغة ....بقلم بتول حسن / سوريا
أتبخر و أتكثف كماء على جدار ورقة
أفقد السيطرة على قلمي
فأقطع أصابعي
ويخرج دمي قصيدة
السكين في المطبخ تنزف في يدي
فتخرج مائدتي بلون الشعر..
أكتب و أطهو...
تراودني المفردات
فأنثر ملحا"في زوايا الفراغ
وفلفلا" أبيضا" على وجه اليأس
وأترك قليلا"من السكر لحلم على شرفة الذاكرة
جوع يدفعني لأن أطهو لوطن
فأحرك دفتري على مهل وأكتب:
الدفتر الذي خرج من خاصرة غابة
الدفتر الذي لقحه القلم بالحبر
الدفتر الذي ساقته الريح الى الكلام
نطق بحكمة...
وذاك الجرح الأزلي يخاطب اللحظة:
أفرغي الزمن من قداسته
يريد الضوء أن يدخل أجسادنا لنخرج من فم الحياة
لنرتفع كأوكسجين دافئ في طبقات الفرح.
الهواء يفكر:
الوحدة لا تجمع شعوبا"
إنما أنا
الوحدة مصطلح لغوي تتربص به التفرقة
وأنا المطعم برائحة السماء أختنق برائحة الموت
أخفق بالسير على مستوى واحد بين طبقات الشعوب
أعبر حدود دولة ما فيغيرون هويتي
و يبثون في داخلي وطنياتهم قومياتهم وسمومهم
حتى أشعر أنني أختنق..
الماء يفكر :
أنا الذي أعبر الأفراد جسدا"جسدا"
ويخرج المعنى من باطني
لوثتني أخطاء التاريخ...
التراب يبكي:
صنعت انسانا" في لحظة مطر
جسدا"ما لبث أن ابتدع القتل والحرق
وعاد أضعافا"مضاعفة إلى الأرض على هيئة رماد ولحم مقطع...
الوعي غارق في البكاء
الطريق مغلق بينما تعبر الحياة
البطارية البشرية تشحن
الطاقة ترتفع
الزمن مقبس لا ينضب
أصابعي تنفض من جديد ...
بتول حسن***
6/1/2020
كائن من طحين اللغة ....بقلم بتول حسن / سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
08 يناير
Rating:
ليست هناك تعليقات: