نوبة برد ......بقلم سلوى إسماعيل / سوريا
كشجرة صنوبر
في غابة بأعلى جبلٍ،أرتعش
أدثر نفسي ببضعة وريقات حنين
لعلّها تعيد زمن الدفء حلماً
ساقي تؤلمني ،عمر كامل من الوقوف على حافة صقيع
جذعي الملتوي يعاند ريحاً ،متحالفة مع فأس حطاب
يحرق يومه بلهب سجائر رديئة
دخانها يهيج صدري المملوء بالحرائق
تسعفني بضعة وريقات زعتر
كلما انتابتني موجة سعال
ألم ينتفض داخل رأسي
هل لي بقبعة وجرعة نبيذ
عيوني الضبابية الملامح
أهديتها للريح ذات رحيل
بعد صراع بين رمد الغياب ورموش رحلت مع دمعة
غنيمة ل عصفورة شقية
جمّلت بها عيونها الصغيرة في رحلة إغواء
اشعر بالبرد
ذراعيّ أعرتهما لعانس تحلم بالحب
هوايتها نصب الشِّباك للعابرين
رغبة بالدفء وبعض لهاث
لكسر وتد خيمة العشيرة
نسيت أعادتهما لي ،وهي تلتهم جسد فريستها
بين عضة وقبلة
تنشب أظافرها بلحم الحرمان
تشرب حتى يرتوي جسد صحراء
تتشبع كثبانها بنبيذ معتق
أُذناي فقط تسمرتا على جانبي الغابة
تسترق السمع ،علها تبصر جذوة حب
دفنتها جنيّة في مكان ما
بعد أن تخلى عنها حبيبها
لاشيء يوحي بالحياة في هذه الغابة
سوى صفير الّريح
ورعشة جدول لقيط رمته أمّه
بعد ليلة دافئة في مخيمات الكشافة
برد لعين لايرحم الوحدة
ولهاث متجمد على شفاه ،غادرتها كل الوان الطيف
إلا الأزرق القاتم ،الذي تركته أسنان وفيه
تعشق قضم الشفاه
حين تتغلغل أنامل الليل في جسد الرغبة
لحظة انهيار قناع الجسد،ويقظة المرايا
ك كل ليلة لاعنة البرد ...شتاءات الرحيل
زمجرة ريح الذكرى
أنين سرير وحيد
شظايا كوب شاي جرحت وجه الأرض
وصفقة باب سقط قلبه ،ذات رحيل
سلوى اسماعيل / سوريا
نوبة برد ......بقلم سلوى إسماعيل / سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
12 يناير
Rating:
ليست هناك تعليقات: