غمغمة.....بقلم هيثم الأمين / تونس
متعبة أنتِ
كآخر قطعة من نهار يلوكها، على مهل، الليل.
ليس مهما من أين تأتي هذه الغمغمة.
أنا أعرف الليل جيّدا؛
دائما يأتي مرتديا حذاء ضيّقا
و يترك وجهه تحت وسادة الشمس.
هل تفضّلين الضوء الخافت كالفرح
أم الضوء السّاطع كالحزن؟!
أصابعي باردة جدا هذا المساء
و لا تصلح لإضرام الدّفء
و أنت متعبة...
ليس مهمّا مصدر تلك الغمغمة.
القناة الأولى تعرض فيلما هابطا لجلب المشاهدين؛
القناة الثانية تعرض أمسية ثقافيّة لأشخاص يرتدون الشّاشيّة و يلتحفون بأعلام الوطن
و يبصقون الشّعر الوطنيّ و الأغاني الوطنيّة
و يحلمون ببيع الوطن!
نعم، لا يمرّ الوقت حين نكون، وحيدين، معا!
و قناتك التلفزيّة المفضلّة عبثت بها أصابع الريح
- قالوا في النشرة الجويّة أنّ العاصفة تقترب و سيشتدُّ البرد-
هل حملت معطفا معك؟!
لا تهتمّي لتلك الغمغمة، رجاء.
هل يؤلمك ظهرك أم هو الصّداع؟!
ربّما لن تأتي العاصفة قبل الغد؛
ثمّ ما المزعج في العاصفة و كلّ العواصف فينا
و كلّ البرد فينا؟!
هل أقلعت عن التدخين و عن الكتابة
كما أقلعتِ عنّي؟!
أنا!!
لا جديد عندي.
مازال دفترك يعجّ بأسماء الرّجال
و بآخر الأماكن
و بـ... أسماء أدوية الاكتئاب!
الغمغمة؟!
لا تخرجي في العاصفة؛
ستطيّرك أيّتها النحيلة جدا كفرحي هههههههههه
أعتذر.
لم أقصد.
تصرّين على معرفة سر تلك الغمغمة؟!!
إنّها الجنّيّة التي تعشقني
ترقيني من سحر اللوز في عينيك...
اضحكي كما شئت
و لكن
لا تخرجي في العاصفة
فأنا أكره أن أضيع مرّتين.
غمغمة.....بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
28 يناير
Rating:
ليست هناك تعليقات: