وَجْبَةٌ شِعْرِيَّةٌ أَخِيرَة ....بقلم حسن الخندوقي / المغرب
في الحقيقة
أنا لا أعرفُ
كيف تُطْهَى الكتابةُ
و لا أين يَنْبُت المعنى
و لا متى تَهْطِل اللغةُ
و لا فَصْلَ قِطافِ القصيدةِ
و لا من أين تُؤْكَل الكَتِفُ
لِذَا ،
حينما أجوع ؛
أَرْسِلُ الذكرياتِ
من سماء الذاكرةِ
يَنْبُتُ المجازُ
في صحرائِيَ القاحلةِ
أَحْصُدُ بعضَ سنابلِ الروحِ
أطحنها بين شِقَّيْ رَحَى وَعْيِي الشَّقِيِّ
و أطهُو بعضي وجبةً لبعضي
و آكُلُ مِنِّي
و لا أنتهي
فأقدم بعضي ضيافةً للحريقِ
الذي يتأجج تحتي
و بعضي لقراءٍ لا يحبون تَوَابِلي
قد يتذوقون و لا يُقَدِّرونَ
كل هذا الجهدِ
لا يبسملون بدايةً
لا يحمدلون نهايةً
بل لا يغسلون أيدِيَهم
من بقايايْ
يَتَجَشَّأُونَ
و يرتقبون وَجْبَتِيَ المقبلة
آكُلُ مِنِّي
و لا أنتهي
فيأكلون
إلى مُنْتَهايْ
لا يدركون :
" غرسوا فأكلنا ، و نغرس فيأكلون "
إنهم يعرفون فقط
من أين تُؤْكَل الكتفُ
كَتِفي التي أضناها
تدوير الرحى
على وَعْيٍ شَقِيّ
لا أتذكر تماما
متى في أرضي نَمَا
عُشْبَةً طفيليةً
حتى صارت كل المواسمِ
سنبلاتٍ عِجافاً
و صَدَأً في المناجلِ
و المُدَى
إني أَعْذُرُهُمْ
أَلَّا يقرأوا هذا اليَبَاس
في الحقيقة
لم يعد في كَانُونِي
بعضٌ مِنِّي
يَصْلُحُ وجبةً لِي
أَوْ لِأَيِّ أَحَدْ...
ح - خ ( ابن الزاوية )
وَجْبَةٌ شِعْرِيَّةٌ أَخِيرَة ....بقلم حسن الخندوقي / المغرب
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
08 يناير
Rating:
ليست هناك تعليقات: