سنتان من الغياب ....بقلم سالم مهيم / اليمن



** سنتان من الغياب

إلى أمي أسيرة النخل
وإلى زمزم علي هاشم في عالم الروح...

 سنتان أو أكثر لم اسمع خلالها صوت أمي، فقط، ظللت أسمع صوت الهاونات، والكلاشينكوف،
سنتان مرتا، وهي بعيدة هناك
تفصلنا مسافة بسيطة،
لكنها تحتاج إلى ثلاثة أيام من السفر المتواصل،
وآلاف الريالات التي لا تتوفر،
وعزيمة صلبة غائبة،
وقدرة على اجتياز حقول الهلاك،
سنتان مرتا، ولم اسمع صوتك،
ولم ار وجهك الذي ينير عوالمي المعتمة،
أصارع أوجاعي ومسغبتي الروحية،
وأغوص في بحار كرامتي المهدرة،
وخوفي المفترش لآفاقي،
وقلقي المزهر في روحي،
وجراحي الموغلة بإحساسي،
سنتان وهاأنذا أسمع صوتك...
يأتيني من هناك...
حيث روائح الطلع واللقاح،
والنخيل الذي يشاكس الموت،
والرصاص، والجنون،
صوتك يأتيني من هناك حيث لا استطيع الذهاب...!
 صوتك يأتيني واهناً ومتعباً
ومضيئاًبالشوق والحنين،
ومختمراً بالدعوات...
وكما جاءت بالأمس...
جاءت بالأمس بعد سنتين من الغياب...!
 ومن القلق الذي يحاصرنا...
والخوف اللابد في قلوبنا...
والبؤس الذي يلون أيامنا...
جاءت وأولمتني للنشوة والعناق
وجعلتني غرضاً للمسرات...
وأباحتني لنظراتها
عبرت عوالمها غير المرئية
جاءت وعانقتني...!
 وكنت استسلمت للجفاف
ولأنها ارتضت الإقامة هناك
ولن تطل علينا من نافذتها
وهاهي تقبل...
وتفرشني للسعادة
والربيع...
وتُحْكِمُ الحصار حول الحرب...!
وانهمرت زخات
وغمرتنا السكينة
وغبنا بعيداً
لم تعد المخاوف تعصرنا
اختفت الحواجز،
وتفتحت النوافذ نحو البحر،
وانسابت الاحلام،
وركضت الخطوات في الشوارع المقفرة...!
 وأشرقت الابتسامات على الوجوه
وشموس البهجة في الشواطئ،
والخضرة في الحدائق...
والنخيل تسامق...
والنوارس ....!
 سنتان وانتما غائبتان
واصطلي
أسقط في هاوية الخنوع
ألوك خيبتي...!
سنتان من الغياب ....بقلم سالم مهيم / اليمن Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 26 مارس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.