رجل وحيد و امرأة وحيدة .....بقلم هيثم الأمين / تونس


رجل وحيد و امرأة وحيدة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رجلٌ وحيدْ
يتسكّعُ في حياة امرأة وحيدة؛
يخرُجُ منهُ
إليها
كلّما أَمْطَرْ؛
يعود إليها
فارغا من الخبز،
من الحليب
و من وجبة ساخنة.
في حمّامها الصّغير
يخلع عنهُ حنينه الطّويل
و كلّ الطرقات المبتورة التي علقت بقدميه،
بصابونها
ينزع عن جلده حكاياته القديمة
و أمام وجهها
يرتّب وجهه على مزاج عينيها
ثمّ يقرأ لها قصيدة
كتبها شاعر لا يشبهه
لامرأة لا تشبهها
رغم أنّه
هو الشّاعر
و هي ذات المرأة التي لا تشبهها.
رجلٌ وحيدْ
يتسكّعُ في حياة امرأة وحيدة؛
يخرجُ منهُ
إليها؛
يمشي طويلا في خزانتها،
يطاردُ ظلالها المحتفلة به خلف باب غرفة نومها،
يسامر فنجان قهوتها
و حين يتعب،
يجلس في حديقتها الخلفيّة
ليمصّ أصابعهُ و يسكَرْ.
رجلٌ وحيدْ
تائه في امرأة وحيدة؛
يعبرها حافيا من الوقت السّريعْ،
كطفل مشاغب يدقّ أجراس أبوابها
ثمّ يهرب... و يضحكْ،
يرمي شرفتها بأصابعه
و كلّما كَبرَ في كفّها
وشوش لها:
أحبّ قباب أضرحة الأولياء الصّالحين
و نهديكِ؛
أحبّ مراسم الجنائز الأنيقة في الدّول الغربيّة
و عينيك؛
أحبّ المطر الخفيف على الاسفلتْ
و عرقك على جلدي؛
أحبّ الخيول الجامحة
و أصابعكِ؛
أحبُّ الماريخوانا و الكُتب البذيئة
و خصرك حين ترقصينْ؛
أحبّ الطائرات الورقيّة و المراكب
و أحلامك؛
أحبّ الكنائس
حين تقيمين قدّاس الحبّ على صدري
و أحبّ وحدتي
حين تزاحم وحدتكِ.
رجل وحيد و امرأة وحيدة .....بقلم هيثم الأمين / تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 02 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.