لا تهمني التفاصيل الصغيرة ...بقلم هيثم الأمين / تونس
أنا رجلٌ
لا ينتبه للتّفاصيل الصّغيرة؛
فأنتِ
حين تحرّكين الشّاي،
حتما،
بيدك اليسرى لأنّك عسراء
تديرين الملعقة عكس اتجاه عقارب السّاعة
و تربطين خيط حذائك على شكل فراشة
و تتأكّدين،
دائما،
أنّ الحلقتين متساويتان.
أنتِ
تكتفين، في الغالب، بطيّ كمّيْ قميصكِ
و لا تزرّرين أوّل زريّن فيه
و آخر زرْ
و تكرهين،
على ما يبدو،
أن ترفعي حزام سروالك إلى مستوى سرّتك أو أعلى
كما تكرهين
أن تبدو ركبتاك في الفستان القصير.
أنا رجلٌ لا ينتبه لتفاصيلك الصّغيرة؛
أنا
لا يزعجني أن تجلسي،
دائما،
و أنت تضعين رجلا على رجلْ
و تكتفين بلصق ركبتيك إلى بعضهما
مع المباعدة بين قدميك
حين تجلسين حزينةً
كما لا يزعجني
أن تستعملي المنديل الورقيّ، لأجل مسح أنفك، بيدك اليمنى
دائما،
ثمّ تسارعين إلى دسّه
في الجيب الأيسر لسروالك
و لكن
أحيانا، يحزنني أن تعطسي عطسة واحدة
كلّما بهرك الضّوءْ.
أنا
لا أهتمّ أبدا لتفاصيلك الصّغيرة
فلا يهمّنّي أنّكِ
تنزعجين كثيرا من خطواتي البطيئة
و تكتفين برش ابطيك، فقط، بمزيل رائحة بعطر الغلال
و لا تقتربين أبدا من الطريق الاسفلتيْ.
أنا،
و كما تعلمين،
لا تهمّني في شيء تفاصيلك الصّغيرة
لهذا
لم أسألك، يوما، لِمَ تحبّذين أظافرك قصيرة جدا
و لِمَ تصرّين على ازالة شعر عانتك بالكاملْ
كما لم أسألك
لِمَ
نهدك الأيسر أكبر من نهدك الأيمن بنصف سنتيمتر؟؟
و لأنّي رجلٌ لا تهمّه تفاصيلك الصّغيرة
لَمْ أنتبه يوما أنّكِ
تفضّلين الرّجل الطويل و الحليقْ
و تضعين الكثير من السّكر في الحليب السّاخنْ
و يؤلمك ضرسك الثاني في فكّك السفليّ الأيمن
كلّما تناولت قطعة شكولاتة
و يرفّ جفنك السّفليّ الأيمن
كلّما ورد في حديثي اسم رجل طويل و حليق
كان يناديك حبيبتي!!
أنا
رجلٌ لا يهتمّ للتفاصيل الصّغيرة
لأنّها تجعلني أحبّك أكثرْ
و تجعلني أحبّ كلّ امرأةِ
تملك بين طيّات تفاصيلها الصغيرة
و لو تفصيلا واحدا من تفاصيلك الصغيرة.
لا تهمني التفاصيل الصغيرة ...بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
26 أبريل
Rating:
ليست هناك تعليقات: