خيبة برائحة الموت ...بقلم فاتن عبدالسلام بلان / سوريا
خيبة برائحة الموت
***
لمْ يُبقِ الخرابُ
حمامةً في المحابر
بقيّةُ الأشعارِ
وجوهٌ مُستنسخة
تَلْسِنُ بـ الذخائرِ وبُصاقِ البنادق
هناكَ على قيدِ اللعب
مُصابٌ بـ شيخوخةٍ مُبكرة
يمسحُ بـ ثوبِ أمّهِ
دمعَ أرجوحةٍ ونزفَ دمية
و بـ رأسٍ دونَ مخيّلة
يقفُ مثْلَ فاصلةِ توحّدٍ
وزهايمرٍ بينَ دُخان
لمْ يُدركْ قبلَ الجوعِ
طعمَ اليُتمِ في شراهةِ الحرب !
و فداءً لـ بؤبؤِ البراءة
أنا ربيبةُ الضوء
أنسلُ خيوطَ الماءِ
من تُرابٍ وشاهدة
أحصصُّ فُستاني
بياضًا في نشيدِ الموت
وأرمي عقودي
زوارقَ لـ الغرقى
وحصىً لـ العشاق
مُذْ كنتُ قُبلةً على شفاهِ النهر
وزواجلي رسائلُ محْشوّةٌ
بالتنّورِ والخُبز
وأضلاعي تدّخرُ
طفولةً في مهبِّ الطائراتِ الورقية
وصندوقُ ذكرياتي
حكاياتٌ تشمّستْ على حبلِ الوطن ..
أيُّها الملثّمون ::
مَنْ كسرَ زُجاجَ الشمسِ
في شبابيكِ الصباح
وعلّقَ الظلالَ مشانقَ
في الغابات
وقد نذرتُ قصائدي
قناديلَ للنَجَاة ؟
ياللخيبةِ المدسوسةِ بالنار !
أتوعّدُ بـ الإطفاءِ
لـ عودِ ثقابٍ
فقدْ هجّرَ العصافيرَ
ورمّدَ الأعشاشَ
وساومَ على فحولةِ الأغصان ..
وها هي خيبةٌ أُخرى
بـ رائحةِ الموت
أهذا عودُ ثقابٍ
يجزُّ البلادَ قرابينَ
في حفلِ شواء
ويُطلقُ الرمادَ لـ عنقاءٍ
تُضمّدُ بـ جناحيها فتوقًا
وسماءً فارهةً بـ الاحتراق ؟
بتُّ الآنَ أرملةَ الشِّعرِ
عقيمةَ القوافي
سرقني الرصاصُ أجنْتي
وتركَني بـ تسعةِ أصابعٍ إلا سبّابة
أتحسّسُ بـ خيبةٍ أخرى
اِرتجافَ أمومةٍ وسُباتَ حليبٍ
في غرفةِ الإنعاش
وأنا فاحشةُ العُقرِ فارهةُ العنوسة
يا ويلاه.. !! . .
**
#فاتن_عبدالسلام_بلان
خيبة برائحة الموت ...بقلم فاتن عبدالسلام بلان / سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
11 أبريل
Rating:
ليست هناك تعليقات: