الحرب لونها أزرق ...بقلم ماجد مطرود / العراق
الحرب لونها أزرق
------------
(الكَدْمة)
حين تمسّ الجلدَ،
بمجسّاتها الخشنة
تتألم
وهي تشقّ طريقها
للعظمِ
كذلك الأرواح
تزرقّ،
كلما داهمتها
خسارة الفقد
النائمون ..
لا يَعلمون الغيبَ
ولا يدركون الغياب
والحائرون
في لحظة الاحتراق
يتساءلون عما يفعلون
هذا الباب أزرق
والجدار
كلما اِشتدّ الحريق
تعملق
المرايا كثيرة
والصورة واحدة
هذه الحياة
ليس لها فرصة
للنجاة!
كلما دسّت
في الرمل رأسا
خرجت لها النيران
تسيل من شدقيها
حكمة زرقاء
لم يكتمل نموّها
في رحم الرماد
تلك البساتين ..
أشجارها عارية
فما معنى البساتين
في قواميس القصائد؟
وهذي الدموع
قوية, هادرة ..
تجرف صخورا، قلوبا
وأحلاما
فما معنى السيل
في قواميس العقائد ؟
الارض تبكي
والعصافير تهاجر
تاركة
أسئلة زرقاء
عن الحرب وأشيائها
الغامضة
لم يكن في الكتاب,
طريقا سهلا
يرشدنا لنجمة
في الصباح
كلّ الذي كان
متاهة في ليل
ولم يكن في الحديث,
مساحة من عجين
تشدّ الآفاق ببعضها
كلّ الذي كان
شظايا ووديان
هكذا تهنا
وهكذا ..
بالتواتر تعلمنا
العصا للعصيان
والشيطان ..
فوق أكتافنا
بجلبابه الأحمر
وقرونه السوداء
مَنْ يتربّص بمّن؟
والى متى ..
يظل هذا الجبان
متخفيا
خلف الغيوم؟
والى متى يظلّ
منتصرا علينا
يداخلُ الوهمَ
بالخيال
الحرب
لونها أزرق,
وخيولنا
وجلدنا
وأصابعنا
كلّ شيء
من حولنا
ازرق
حتّى ..
سؤالنا الحائر
ازرق
ساغوص إذاً
بعينيكَ الزرقاوين
يا الله,
وسابحر ..
في دمك الأزرق
سأعلن
بشجاعةٍ فائقة
عن فن الموت
سأعلنه
بطريقةٍ شاسعة
القطارات واقفة
والعربات
مليئة بالسكاكين
اطمئنّ أيّها الواحد
المتوحد في المرايا
اطمئن
الدم
لم يصل بعد
للعنقِ
القبور ،
مليئة بالأسئلة
هل
ثمّة سؤال آخر؟
---
بلجيكا
الحرب لونها أزرق ...بقلم ماجد مطرود / العراق
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
30 يونيو
Rating:
ليست هناك تعليقات: