آخر ما رسمه بيكاسو ...بقلم مرتضى عاصم/ العراق
آخر ما رسمه بيكاسو
لوحة على شكل بطن
داخلها متشرد
إبليس
أصدق ما في هذا الكون
بعد إبليس
الحقيقة الوحيدة في هذا العالم
هم المصابون بمرض التوحد
الصغار و الكبار ملتصقين
في منازلهم كفئران داخل
المصيدة
حين ترى بئر تأكد أنها عين اليتيم
فقر يهزني كمنديل على خصر راقصة
إشارات المرور
هي الصدفة الوحيدة
التي كانت صادقة مع أذرع الطرقات
أريد أن أهملَ نفسي
كمشطً في غرفة
لمريضة في السرطان
أو ككرسيٍ لمعاق ماتَ صاحب
أنا ذلك العراقي
المهمل مثل
مرآة داخل منزل كفيف يعيش وحيدا
نعيش في أمل والأمل هو
إمرأة عاقر تعيش بقرب
أرجوحة الأطفال و تنجب الأمل
هههههههههه أنا من أنا
أنا لا فائدة مني
مثل جيوب بنطال يرتديه مبتور الأطراف
في بلدي
المعجزة تبحث عن أثداء
ترويها بصدق
في بلدي
لا نحتاج للأحذية
سرقوا الطرقات منا
بل الجميع مبتور الأطراف
في بلدي
لا نحتاج للورد
سرقوا الحب منا
بل لا وقت لدينا
لأننا أموات على قيد الحزن
حتى عصافير حديقتنا
أصبحت لاتجيد العزف
ربما فقدت الذاكرة
أخي الصغير يقول أريد لعبة
لأطعمة. فيها من القدر
جيراننا يقل ضجيجهم .
أتضح كل أسبوع
وجبة الإفطار
على أعضائي أحدهم
أحمل إبتسامة جافة
أبتسم هههههههه طويلا كنهر جف بعد الحرب
و أخيرا أنا ذلك العراقي
الضائع كطفل في أحلامي عاقر
في بلدي
لا نحتاج للدواء
لأننا لانمرض
مباشرة نموت عشوائياً
أحرقوها كعملية انتحار
من عود ثقاب اشتعل
بين إخوته داخل العلبة
هكذا كانت نهاية كلمة الحق في بلدي
آخر ما رسمه بيكاسو ...بقلم مرتضى عاصم/ العراق
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
30 يونيو
Rating:
ليست هناك تعليقات: