أربعة عشر نصا للشاعرة السورية رودي سليمان
ما من هروب أتقنته إلا وجرّ ذيول المصائب
أوله
غضةٌ كنت
هربتُ من نافذة الحياة
لأخرج مكفوفة
أرى الكون بحقيقته السوداء
حتى اضمحلت كل الألوان
هروبٌ ثانٍ
كان من وتر القيثارة
حتى ذابت أصابعي في طيات الأوتار
فلا الوتر تخلى عن حزنه
ولا اللحن انساق نحو السراب
بقي في مسامعي ممدداً على أهبة الذكريات
ثالثٌ
كان هروباً من جرة العسل
حتى صادفني دب وظنني عسلية المذاق
غرف مني
وانتزع قلبي ليحتفظ به في جذع شجرة يقطنها
تؤنسه بحزنها ويؤنسها بهمجيته
هروبي الرابع
كان مدّمى
عبرت أسلاكاً كثيرة
وودعتُ بلاداً تجترها الحروب
كي لاأتوه فيها
فلما أفقت
لا كنتُ ميتة كما قبل الأسلاك
ولابتُّ حية كما بعد الأسلاك
أنا مازلت في قوقعة الهروب
اجترُّ الحياة كمن يؤجل موته
هروباً خامساً
إليك مقصدي
والمصيبة أنك هناك
فحرصتَ إغراقي في الدموع
أترى ذاك البحر هناك؟
منبعه حلمي
ومصبه قلبي
لك أن تعرف اتساع الفجوة التي هدمتها بي
هروبي السادس
صنعته على الورق
هرّبتُ اللغة وجمعتها في وريقة بيضاء
طويتها
رددتُ صداها في صلواتي
حتى اختفت الابجدية
وبقيت حروف اسمك
تعانق مشانقها
و تلوّح للرياح كبرياء عشق مات في مخاضه
هروبي الاخير
كان مني إلي
فكلما بحثت عنك
أراكَ ذائباً في العدم
فأرجع خائبة نحوي
=================
أنا وأنت
ضفتا نهر
تسيلان إلى ذات المصب
تنبعان من قلب واحد
تهب عليهما رياح واحدة
تنقرهما عصافير سماء واحدة
تحسس عليهما أعشاب مروية من ماء واحدة
تثقلهما أحجار من بركان واحد
نندلق في شلال واحد
لنعود أدراجنا من جديد
ضفتا نهر
أحداهما في الشمال منه
الأخرى جنوبه
نتشارك أيامنا
بصباحاتها
ومساءاتها
بشمسها وفيئها
بنور قمرها
وظلال أشجارها
بانحلال تنفس أسماكها
بربيعها وخريفها
بثلوج شتاءاتها
ولهيب صيفها
بحلاوة مياهها
نتشارك كل الحياة
ولا نلتقي
فمنذ الوعد الأخير الذي قطعناه
نقشنا في عمق نهرنا
أننا لن نصلح كعاشقين
=====================
مايحزُّ في نفسي
انحلال القصائد في دمعي
تكسّر صداي وهي تبحث عن ظلك
الفساتين المنتحرة على جسدي
لانشغالك عنها
صفير رئتي يلحن رقصة الشماتة
مايحزّ في نفسي
أنا
فتاة ساذجة بهيئة امرأة ناضچة
مازال في جيبها عمرٌ كاملٌ من الحسرات
وأنت
رجل بهيئة طائر
مازال يبحث عن سمائه
وماحط يوماً بعدما أسقط قلبه في بستاني
مايحزّ في نفسي
كل الشعراء المحبوسين في قمقم القصيدة
كل الرسامين الباهتين في لوحة الأبيض والأسود
كل العازفين المكسورة أصابعهم
كل السحرة الذين اختفت أرانبهم في القبعات ولم تظهر
كل أولئك الأطفال
سارقي أعمارهم على حواف حيوات موعودة
مايحزّ في نفسي
كل مافي هذا العالم الجبان
الأبكم أمام فيروس صغير
مايحزُّ في نفسي
أنني
لا أستطيع دفع الكرة الارضية عن حافة هذا الكوكب
نحو اللانهايات
فأكون المذنب الوحيد
القاتل الوحيد
المخلّص الوحيد
يسمونني مرات نبية
ومرات قاتلة
وأخر بطلة
وأنا كل مافي الأمر لست إلا
أحدٌ ما يبحث عما يخلصه هذه العبثية
==========================
ذاك القرصان وهو يضع عُصابته
قرر نفينا
نحن الشعب المرتزقة
قتل بعضنا
يتّم بعضنا
سبى البعض من نسائنا
ونحر العلماء
ذاك القرصان
بامتصاص دماءنا
نبت له نابان
قرنان
ذيل كلب
وعنق زرافة
لم يكتشف العلماء في كوكبنا
مما تهجّن هذا الكائن؟
ربما كلب ربما شيطان أو زرافة
وجب علينا سؤال أمه عن ماهية مضاجعها
سنُبرد قلوبنا ونحن ندفنه يوماً بين غوائط اليتامى
وتحت نعال الأرامل والمشردين
ذاك القرصان
زرع أقزاماً من القراصنة
في سجونه
ثم أخرجهم ليعثوا فسادهم في ديارنا
يلهثون للقتل بأنواع أخرى
يلعنوننا ويحبونه
غطوا أعينهم بعُصابات تناسبهم
إلا أن بحر القراصنة هنا
بحر دمنا الرخيص
اخترعوا مراسم حج واجتماعات ولقاءات وفنادق عالمية تؤويهم
صنعوا سكاكين أكثر حدّة من سكاكينه
وبراميل تسع لبارود أكثر
وتسابقوا بقتلنا
القرصان الأعور والقراصنة المواجهون له
جلسوا على طاولة مستديرة
يتصافحون تحتها
يزنون ببعضهم
يلهون
يلعبون
مربوطين بحبال معلقة
لكل قرصان سقف وحبال
يتحركون بها
ثيابهم مرتبة نظيفة تفوح روائح العفن
كما رائحة اخضرار النقود التي يتلقونها
أولئك جميعاً
هدروا بلادنا
قسموها
دنسوها
ويبقى في هذا اليوم الربيعي
المنفيون
اليتامى الأرامل
السبايا
القتلى
الشهداء
المشردون
المعلقون على دروب الدول
المرميون بين فكي الآهات
منتظرون
عدالة تترجم آهاتهم
كي يخبروا الله
كيف أقاموا في جحيم الدنيا
وكيف انتظروا كل هذا العمر
جحيماً يكفي القراصنة
ليرقدوا فيه إلى اللانهاية
==========================
في الدرس الاول من الحرب
حاولوا إخبار الجندي
إمكانه التخلي دائماً
فاستعدَّ بكله
حكّه لغم
وألقى أطرافه نحو اليباب
قدماه
يداه
خوذته
بندقيته
صور العائلة
دمعاته الأخيرة
كفه المتشبث بالتراب
ودويٌ شاهق جداً
عدا قلبه
بقي نابضاً
ظلّ يدق ليلتين كاملتين
بينما حبيبته فيه
تحنّي يديها وتتزين ل لقائه الموعود
==========================
كالصلاة
جلس الجميع بخشوع
أرخوا أبدانهم
أعضاءهم
وماتبقى من ضمائرهم
جلسوا حول المائدة
لوليمة مشتهاة
لفجيعة التاريخ
وضعوا السماء في أرجوحة
والأرض بين كفي كماشة
لعنوا الشياطين والإرهابيين
صمتوا دقيقة على أرواح مهدورة
وبدأوا اجتماعهم
ساوموا أسلحة وطائرات
فمن يستحق تلك الأرض
ومن يستحق السماء
من ينظف بقايا الذيول
أوقفوا اللعنة دقيقة
ليشعلوها عشر لعنات
بدموعٍ تاهت الدروب
استقرت بين أسوار الجحيم
في عصيان الأنبياء
بهيئة ملاعب سماوية لأطفالنا
سقط الاجتماع مرة اخرى
انتصبت أعضاءهم وعقولهم
تخشبت سيقانهم
سال لعابهم
و ككلاب مسعورة
غيروا الطُعم المقدم لأفواههم
لتفوح رياح التعب أكثر
ينهشونها أكثر
فهي الشهية
فهي الفتية
فهي سوريا
==============
أنجبت من قلبي ابناً وحيداً
اسمته الرياح أمنية
وككل الأمهات ربيته بمقلتيّ
وأمشيته على رمشي بتأنٍ
نما ريشه
وجاب مع الرياح
يبحث عن قلوب عذراوات
أنا الأم المكلومة بالفقد
ألتهي عن وجعي بأغنية
وبعد حين
أهدتني الحياة سمكة كي أنسى ابني
ربيتها
نظفت حوضها
قاسمتها فتات خبزي
حتى جاء يوم
عامت الدماء شوارع بلدتي
مات أطفالها
هُدمت بيوتها
فقدتها
تركت لي ذاكرتها تحت الوسادة
وخرجت تبحث عن غرقى
ومذاك الحين
أجوب الشوارع
ألصق صورة ابني على أعمدة المدينة وحيطانها
ألطم خوفي
كي لايكون هو الغريق الذي تبحث عنه سمكتي
===============================
حصرم ملون …
1
في آخر قريتي بيت مهزوم
في آخر البيت عليّة منخفضة
وفي آخر العلية صندوق
هناك فقط
روح محبوسة منذ قرون
سحرها أحدٌ ما
تعويذتها
التفاتك الشاسعة …تلك
2
صبية الحقل البارد
تنهض لتشعل الشفق
وغصناً منحنياً نحو النبع
على أهبة الانتباه
كلما همهمتَ في أذن الريح
اهتاجَ
وغسل برعماً بقطرة من النبع
كي يبرد من شوقك
3
صامتٌ هو السر
ضجيجه بعيد
الانتصار حفلٌ سماوي
على حواف الزمن
اللقاء أخرس
والحلم أصم
يسكب على الروح انتعاشاً
ويُثمل
4
الزيتون غرس في قلبي أغنية خضراء
بدّل السقم بدالية رشيقة
كأن أكون هناك
أحيك ظلاماً وأختفي
يتعرفون بآثاري
من زيت يسيل مني
حينه
يخضّر الكون
5
كيف لك كل الزفير
الريح هنا مجنونة
و
العاصفة وصلتْ
استرح قليلاً وخذ نفساً عميقاً
إننا نسرق الحياة
6
لاتنادِ
فالمناداة حائرة
إن وصلتْ …تعبتْ
إن بقيتْ …تشظتْ
هائجة كالارواح
هدّءها فلاوقت للحروب
7
الافتراس لغة الغابة
أنا سماوية الجذور
أنحني
كي أعزف الناي
فتمر العاصفة بسلام
8
امرأة بلاوقود
أشعل أصابعي قناديلاً
وأعوي الليالي عويل الصامدين
قربانٌ لقمرٍ باهت
وشمسٍ منتظرة
علني أنفع
============
أكتبْ
على وريقات صفراء
في ملصقات تلصقها على الثلاجة
بين أسطر التاريخ الكاذب
على قميص صديق جلس أمامك في الصف
على جدران المدرسة
في زوايا الجادات حيث يجتمع المتسكعون
أكتب
بزمرة دم حبيبتك
على رداء الراقصات وهن يرتعشن بك
على حكايات الجدات المكررة
في الدفاتر
وعلى مجلد كتب الحساب
بين صفيحات ديون البقالة
على أجنحة الفراشات
أمام فزاعات الحقول
بين خطوط الحقل
للريح للمطر للسماء و للبحر
عن حبيباتك السابقات
الجميلات والقبيحات
المتعلقات بافتراس لمجهولك
أكتب
للحياة عن الموت
وللموت عن الحياة
للحاضر عن الغد
وللغد عن الماضي
أكتب
بحبرٍ واهٍ في الهواء
بغبار متراكم على زجاج عربة
على ستائر الفنادق المترفة
ومرايا السيدات الجميلات
بأحمر الشفاه
بالأقلام
بالماء
بالحبر
باللعاب
بكل شيء
أكتب
وليكن لكل ماتكتب طعم ولون
تذوقه كلما انتهيت
أرفق كتابتك برسم قلب
فمهما جارت الأيام سيأتي يوم يميل إليك برفق
ويربت على كتفك كأم
أيها الطفل الكبير
=================
تيه مؤقت
الأماكن ماتاهت عني
تعرّفت عليّ
من دبيب النمل في مساماتي
وتعرّق جسدي اللامبرر
روتْ سقوطك بقلبي في معركة ما
بين تيه الوجدان وقلبي الأخرق
النادلة ماعرفتني
شردتْ مع صوتك الغائب من الحي
حينما نشرتْ اسم حبيبها المبلل
على أشجار الحديقة
وجلستْ معي في الحانة
لننتظر جفاف حروفكما المسروقة
الفودكا ما أسكرني
فالجسر الواصل بين غيابنا تأرجح بثمالة
أنقذتْ نداءاتي لك برجفة في حبال صوتي
الرجل الوحيد في الزاوية
مانسيني
هو فقط تذكّر الأقداح الفارغة
كيف سقتْ ليلاً بارداً كنتُ دونك
فنبتَ من أصابعي
شجرة ومدينة تضج بالصمت
أنتَ ماتركتني
كل ماتحدثتَ عنه من ابتعاد
كان محضّ صدفة
لأن طغاةً قرروا كم الأفواه
وأنتَ كنتَ الفم الناطق للبلاد
بعد موت الجميع
النهاياتُ هكذا
أن أكون وحيدة على الطاولة
تحتجزني فقاعةَ الذكرى
ومازالتْ أوهام رجوعك تحومُ حولي
نبكي أنا و غيمة فوق رأسي على بعضنا عليك
كلٌ في جهةٍ من الكرة الأرضية
نقلّد صديقاتك وأمهاتهن وأخواتك والنادلة
وهن تتكلمنّ مع غيوم أبناءهن المسجونين
تغنين صباحاً من عين الشمس
كما أتقنُ النظر إليك من ذات القرص
لينعكس رذاذ الحب على سجنك
وتبلل عروقك قليلاً
علّك تعيش أكثر
وأكون الغريق الذي
تعلّق بقشته وسط أمواج غيابك
========================
صار عمر مولودي سنة
خذوا ماشئتم من البلاد
عتمتها
ريقها
شلال دمها
صدى انينها
سلطانها المغتال
حزنها المغرور
صبا حربها
خرابها في أبهى صوره
سلاسل قيدها
سليل الموت منذ عقود
طرق الإعدامات
سجونها المظلمة
زبيبها النابت على أجساد متعفنة
شمسها الخجولة وراء التواريخ المتوقفة
خذوا استدارة القمر
رقصة السنابل
خيمات النزوح
وحل الطرقات
بنفسجات نبتت على القبور الجماعية
رحى جدتي الحجري النائم على البيدر
مروا من هناك
وكجرادٍ
احرقوا أخضرها إن وجدتم
ويابسها المزهو على واجهة مدنها
احرصوا على صلب نملها قبل بردها
اوأدوا قمحها قبل جوعها
اهدموا ما شئتم من تلك البلاد
خذوا مفاتيح قلاعها
صدى كهوفها
واتركوا
صبغة الهدم المسنودة بالخراب
ليوم ما
يوم ترسم الأجنة حفيفها وتشوهها
لتنسل حروف البلاد مختالة في عروقهم
وتهتف بعد ألف عام قداسة الروح في اسمها
س و ر ي ا
==========
الأماكن ما تاهت عني
تعرّفت عليّ
من دبيب النمل في مساماتي
وتعرّق جسدي اللامبرر
روتْ سقوطك بقلبي في معركة ما
بين تيه الوجدان وقلبي الأخرق
النادلة ماعرفتني
شردتْ مع صوتك الغائب من الحي
حينما نشرتْ اسم حبيبها المبلل
على أشجار الحديقة
وجلستْ معي في الحانة
لننتظر جفاف حروفكما المسروقة
الفودكا ما أسكرني
فالجسر الواصل بين غيابنا تأرجح بثمالة
أنقذتْ نداءاتي لك برجفة في حبال صوتي
الرجل الوحيد في الزاوية
مانسيني
هو فقط تذكّر الأقداح الفارغة
كيف سقتْ ليلاً بارداً كنتُ دونك
فنبتَ من أصابعي
شجرة ومدينة تضج بالصمت
أنتَ ماتركتني
كل ماتحدثتَ عنه من ابتعاد
كان محضّ صدفة
لأن طغاةً قرروا كم الأفواه
وأنتَ كنتَ الفم الناطق للبلاد
بعد موت الجميع
النهاياتُ هكذا
أن أكون وحيدة على الطاولة
تحتجزني فقاعةَ الذكرى
ومازالتْ أوهام رجوعك تحومُ حولي
نبكي أنا و غيمة فوق رأسي على بعضنا عليك
كلٌ في جهةٍ من الكرة الأرضية
نقلّد صديقاتك وأمهاتهن وأخواتك والنادلة
وهن تتكلمنّ مع غيوم أبناءهن المسجونين
تغنين صباحاً من عين الشمس
كما أتقنُ النظر إليك من ذات القرص
لينعكس رذاذ الحب على سجنك
وتبلل عروقك قليلاً
علّك تعيش أكثر
وأكون الغريق الذي
تعلّق بقشته وسط أمواج غيابك
=====================
أصطفت الأبجدية لتقول كلمات الوداع
إنه تأبين يليق بمشاهد الوطن
موتٌ آخر هذا
مشهد الأوغاد المارين من هناااا
عجز هائل
مدى بؤس بهيئة قيامة
وربما وحش هرب من أسطورته ليزجنا أكثر في الشرور
يااااا إله القرابين
بعثنا لك أطفالنا
كهولنا ونساءنا وكل الرجال
ليُؤنسوا وحدتك هناك
وجمعنا المهود ونحرنا صوتنا لئلا يقاطع صمتك
أسقطنا السياط ونادينا بهتافات للجلاد
علّه يسرع في موتنا
فالموت مهنتنا
وعلامتنا المميزة
ياااااااااإله السموات
ملأنا حناجرنا سموماً لاتقوى على تردادها
واعترينا
نعم نحن عراة الصدور
مقلوعو الحناجر
مذلولو الجباه
فتحنا بيوتنا للنهب
أشجارنا لذرف الدم
نساءنا لإنجاب الوحدة
ورجالنا نحو اللانهايات المفتوحة
ياااااااإله القاطبة
ماتريده عصي على الفهم
على الخلق
وعلى كل مقدرة
فلك أن تحدد ماتريد
ولنا أن نهيئ مانستطيع
ولأنك الله
ولأننا بشر
ولأننا سوريون
ولأننا مشردون
ولأن المناجل بكت على فراقنا
والفؤوس انحنت فراغنا
ولأن الأرض كئيبة
جرداء و قاحلة من خطانا
ولأننا فعلنا مانستطيع
فلك أن تقوّم دربنا نحو بقايا حياة
فأنت الله
ونحن البشر
وأنت قادر وهذه مقدرتنا
وكما رددوا سابقاً لئلايهيموا ببطشهم الأعظم
نردد لك أيها الإله
(العفو عند المقدرة)
(العفو عند المقدرة)
(العفو عند المقدرة)
===================
لأنك بستان
ارتشفتُ نرجسة من ياقتك
ولأنك عصي عن الصوم
اعتنقتُ حبك ديناً
ولأن عينيك زيتونتان
وددتُ أن أكون زيتك
أعصرني من بريقهما
ولأنك ملائكة الشعر
كنتُ صمتك وصوتك
ونغمةَ التفاتتك الشاسعة
ولأنك الشمس
سماني أبواي رؤيتها الساطعة*
ولأنك القمر
مددتُ العمرَ ليال تراتيبها ثابت في التقويم
ولأنك كون
أسمح أن أكون مجراتك
ولأنك قلبي
صيّرتك أوردةً و شراييناً
فنبتتْ نبضاتي قيثارة
ولأنك كُلّي
سربّتُ بعضاً منك في زوايا القلب
علّ الحياة إن مرّت بلؤمها مني
تغفل عنك
فإنْ قتلتني مرة
أحيا ببقاياك فيّ مرات من جديد
(هامش*رودي تعني رؤية الشمس)
أربعة عشر نصا للشاعرة السورية رودي سليمان
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
23 يونيو
Rating:
ليست هناك تعليقات: