للمرة الخامسة ....بقلم محمد زاده / سوريا
للمرة الخامسة اقوم بتغيير قفل الباب وفي كل مرة تقول لي مندوبة الشركة ..
_ هذا القفل يستحيل فتحه دون مفتاح .
كل مرة أسمع هذا الكلام وأعود لأرى آثار غريبٍ في بيتي .
صندوق البيرة يتبدل مكانه باستمرار وفي آخر مرة بحثت عنه فرأيته في غرفة النوم تحت السرير .
صورتي مائلة على الحائط وكأن احدهم لا يريد لحياتي ان تستقيم .
المنبّه مبرمج على الساعة السادسة لكنه في الوضعية الصامتة .. وكأن أحدهم كان يريد أن يستيقظ في السادسة ثم فقد تلك الرغبة للأبد .
الثلاجة غير مرتّبة وكأن احدهم كان يبحث عن شيء ما بداخلها .. ثم ماذا تفعل رواية وطأة اليقين في الثلاجة .. ماذا يفعل هاتفي داخل صندوق العدّة .. وماذا تفعل الوسادة في المطبخ فوق الغاز .. وكأن أحدهم وضع الوسادة في مكانها المناسب .
قلت للمندوبة بانني أسكن وحدي في هذا البيت فلم تصدق .. قالت لي بأن هذه الفوضى هي مخلفات فريق لا يستطيع النوم من هول الخسارة .. لا يهمني كلامها لأنني اعرف بأنني وحيد هنا ولكن من يدخل بيتي في غيابي .. من يعبث بحياتي كل ليلة ويضعها على المصطبة ويضع بجانبها سكين .. من نسي الحذاء بجانب السرير والقميص الجديد فوق السرير والبنطال الانيق وخرج بأية ثياب .
خمسة مرات أُبدّل القفل دون فائدة .. فحياتي تحولت إلى كراج مزدحم بالمسافرين .
منذ شهور لم أرتّب السرير لأنني لا أنام فيه بل أجلس على الكرسي بجانبه وأُراقب جسدي كيف ينام .. أعدُّ كم مرةً يتقلّب من ثقل الخسارة .. وكم مرةً يرمي الوسادة ارضآ .. وأُراقب كوابيسه التي ينساها كلها في الصباح ويغادر المنزل بابتسامة .
خمس مرات أُبدّل القفل وأنسى أنني بلا بيت وأن هذا الباب ليس لي .
للمرة الخامسة ....بقلم محمد زاده / سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
15 يوليو
Rating:
ليست هناك تعليقات: