ثلاثة عشر نصا للشاعر السوري أيمن معروف






🌊

على سيرةِ الكتابةِ،
فأنا لا أعرفُ لماذا أكتب.

أكتبُ أحياناً منْ أجلِ لا شيء
وأحياناً أكتبُ منْ أجلِ أنْ أجلبَ السّعادةَ
لكلِّ تلكَ الأشياءِ الرديئةِ الّتي مرّتْ في حياتي.

أكتبُ، أحياناً،
منْ أجلِ امرأةٍ وحيدةٍ فاتَها أن تنتظرني
في تلكَ اللّيلة من ليالي أبريل على بابِ اللّيلِ.
وأحياناً أكتبُ منْ أجلِ كلِّ النّساءِ اللّواتي يرتعشنَ
تحتَ قمرِ الصّيف في انتظارِ فتاهنَّ العاشق.

أو ربّما أكتبُ،
كي أضعَ فاصلة لازمة في جملةٍ طويلةٍ
عن (خطَرِ النّساء).

أحياناً أكتبُ،
منْ فرطِ الضّجر وأحياناً من فرط اللّادِعَة.
وأحياناً أكتبُ انتصاراً للكتابة والّتي لا نصير لها،
في النهايةِ، سوى الموت والألم.

لا أعرفُ لماذا أكتبُ.
أكتبُ، لأنّي ربّما أشعرُ برغبةِ تامّةِ بالبكاء.
وأحياناً أكتبُ لأنّي منذ زمنٍ بعيدٍ وأنا أضعُ
شروطاً قاسيةً في طريقِ الدّموع.

أكتبُ، أحياناً،
من شدّةِ الكسلِ وأحياناً من لوعةِ الحنين.
وأحياناً، أكتبُ لأنّه لا بديل عن الكتابة. أو لأنّ الكتابةَ
هي الأرض الصّلبة الوحيدة في العالَم الّتي تجعل منّي كائناً فرحاً يستطيع أن يُحدّد في كلّ هذا اللّيل نجمة الأمل البعيدة، فأبتسم.

لا أعرف لماذا أكتبُ.
أكتبُ، أحياناً، لأنّي نادمٌ على كلّ شيء.
وأحياناً لأنّي لا أجدُ ما يستحقُّ أن أندمَ عليه في هذه اللّاشيئيّةِ الّتي تعمّمُ خصوصيّتي في الحياةِ ككائن،
فأكتب.

لا أعرفُ لماذا أكتبُ،
رغم أنّي منتشِرٌ في كلِّ هذا البياضِ
الّذي ينثالُ منّي على الورق. أُنهي جملةً في منتصفِ القولِ كي لا أسقطَ في اليقينِ. أعبثُ بالأشكالِ والأيّامِ والحوادثِ كي لا أدَعَ حجَّةً للموتِ وهو يتلصّصُ على حياتِنا من شقَِ الباب.

لا أعرفُ لماذا أكتبُ.
كلّ ما أعرفه حقيقةً أنّي أنامُ وأصحو
وبي رغباتٌ لا تنتهي في تقطيرِ أيّامي على نحوٍ جريء.

ما أعرفُه أنّ حياتي كلّها
قائمةٌ على تصريفِ الكلماتِ على أنّها شكلٌ
من أشكالِ الحياة أو شكلٌ من أشكالِ اللَّعِب وأنّي منتشِرٌ فيها وفي أشراكِها نأتلفُ ونختلفُ ونتحاورُ ونتشاجرُ.. أكتبها وأمحوها فتكتبني وتمحوني وتُوسِّعُ من حفرةِ انهدامي ونحولي فأتعلّقُ بها على أنّها خيوطُ المصير. 

أن أعرف لماذا أكتبُ خديعةٌ كبرى.
وأنا أغبط كلّ هؤلاء الّذينَ يعرفونَ لماذا يكتبونُ،
فهم، حقّاً، يكتبون أشياءً جميلةً وهائلةً ومجنونةً تدهشُني ولكنّها لا تعنيني في شيء. ولهذا من عادتي أن لا أصدّقَ كلَّ ما يقولُهُ هؤلاء الّذينَ تورّطوا في الخديعة لأنّهم، بالعادةِ، يكتبون عن كلّ تلك الأشياء الّتي تضعُ الكتابةَ في خانةِ اللّاكتابة.

أغبط هؤلاء،
على هائل ما يكتبون ولا أغبطهم في شيء
على مصيري وموتي.  

الكتابةُ أرض مفاجئة.

لا تعرف الوقت،
رغم أنّها تعيد الأزمنة إلى مكانها الطّبيعي
مثلما تعيد الأمكنة إلى زمانها المُؤْتَلِق،

ولا تعرف الجهات،
رغم أنّها تقبض على الجهات كلّها
وتقشّر الحنينَ العالق على رمّانة اللّيل وقمصان الهواء،

ولا تعرف دورة الفصول،
رغم أنّها وحدها من يُهيّء الحقول والفصول
لأسراب الفراشات وتُنْبِئ الينابيع والأنهار بموعد الأمطار والغيومِ والشّجر.

لا أعرفُ لماذا أكتبُ.
ولو كنتُ أعرفُ لماذا أكتبُ،
لَما كتبتُ.

🌊
 • مكرّر.
====/=======//===//

🏓

أمّا،
وقد صارتِ الحياةُ مشفىً، فأنا لن أحجزَ غرفةً فيها.
يُرهقُني، حَجْرُ المرضى في مَصَحّاتٍ مثلما يُرهقُني حظْرُ الأحياء الأصحَّاء في مشفى.

ولماذا،
المشفى، أصلاً. فأنا، صحيحٌ جِدّاً. قدمايَ قويتان ويدايَ شديدتان ورئتاي تعملان بشكلٍ جيّد رغم وَلَعي المزمنِ بالتّدخين واقترابي الشّديد من الاتّجاهِ،
الصّحيح للمرض.

تأتي،
النّاسُ وتذهبُ. تتأهَّبُ للدّخولِ أو الخروج بعد حظرٍ مكين.
هذا الصَّباح ذهبتُ  إلى مَنْ أُحِبُّ. في يميني يأسي الشّديد القويّ وفي يساري أملي المريض والعنيد، كفايروس.

طرقتُ،
البابَ بهدوء ودونَ مقدّماتٍ طلبتُ القهوةَ على عجَلٍ
واتّكأتُ على كرسيٍّ جانبيٍّ أقرأ في مقالٍ عنِ الجمالِ وكأنّي أقولُ لصاحبِ البيتِ دونَ كلماتٍ أنا يا صديقي هاربٌ منْ حظيرة أو قادمٌ من مصَحّ.

هكذا، هكذا،
تأتي، وتذهب. تنام وتفيق.. تفتحُ عينَيْكَ على الصّباح.
تنظرُ حوالَيْكَ. تتدبَّرُ أمرَ وجودِكَ. ألفُ كارثةٍ مرّتْ وألفُ كارثةٍ وفاجعةٍ تمرّ. وبينَكَ وبينَكَ عالَمٌ غريبٌ مشظّى وبرزخ تُسافرُ فيهما وتغيب دونَ اسْمٍ، أو ملامح.

تهربُ،
فيك وتهربُ منكَ وتهربُ إليكَ وتعبر.
تعبرُ وتمرُّ، هكذا، دونَ وجه، هابطاً في جحيمِكَ أو صاعداً فيه. هابطاً صاعداً حولَهُ.. خلفَهُ.. أمامَهُ.. فوقهُ.. تحتهُ.. وأنت في كاملِ ما أنتَ فيه أنت لستَ سوى أنت، تفتحُ عينَيْكَ على غدِكَ، في الصّباح، لترى أنّ عمليّةَ موتِكَ قد تَمَّتْ، بنجاح.
===================================

🌿

كنتُ،
أُصغي إلى منهَجِ الضّوءِ في قطرةِ الماءِ
في بؤبؤِ العينِ. في غابةِ الكستناءِ وفي كلِّ لونٍ
بهيجٍ هنا بالغِ الوهمِ حَدَّ انحسارِ
البصَرْ.

كانَ،
في نيَّتي أنْ أرُدَّ الهواءَ إلى أُمِّهِ.
أنْ أُعيدَ الفراغَ إلى شكلِهِ الأوَّليِّ وأبدأَ في الرّسمِ
منْ نقطةِ الصِّفْرِ كيما، أصير على
برعُمِ اللّونِ خيطَ
مطرْ.
،
،
ثُمَّ،
لم أنتبهْ. كانتِ، امرأةٌ في الظّلالِ القريبةِ
تنفضُ عنْ وجهِها أثرَ النّومِ تجلسُ
قُدّامَ مرآتِها وتُطيلُ
النَّظَرْ.

في،
الظّلالِ شفافيَّةُ اللّونِ تلمعُ في خِفَّةِ النَّهَوَنْدِ
كما، لو يسيلُ على نَهْدَةِ الظّلّ ظلٌّ خفيفٌ. كما لو
يسيلُ معَ اللّونِ لونُ
الشَرَرْ.
،
،
تلكَ،
كانتْ معادلةُ الضّوءِ في بادِئِ الأمرِ،:
نمنمةُ اللّونِ والأغنياتِ. جماليَّةُ الشَّكلِ قد
فعلَتْ فعلَها في
السَّحَرْ.

كي،
أكونَ على عهدَةِ اللّونِ نسّاجَ ألواحِها
في الفروقِ أُطَيِّفُ أمثالَها
في مَهَبِّ
الصُّوَرْ.
=========================

🌼

تعبتُ،
منَ السّلامِ وأنتِ قُربي.
وطفتُ، على السّلامِ،
فأنتِ قلبي.

فمَنْ،
يا أنتِ يسألُني جنوني
ويسألُ كلَّ مَنْ يهواكِ،
حُبّي.

وكيفَ،
خطَرتِ والأيّامُ عجلى
علامَ شَقَقْت في الخمسينَ،
دربي.

وأينَ،
وَجَدتِني لأكونَ هُدباً
على مرآكِ أُغمضُ نورَ،
هُدبي.

كأنّي،
لم أكُنْ يوماَ وميضاً
وُلِدتُ اليومَ منْ إِيْماضِ،
عَذبِ.

ورحتُ،
أهيمُ في الأنحاءِ حتّى
أُفسِّرُ ما يجيءُ الآنَ،
صوبي.

قرأتُكِ،
عالَماً ويجوزُ أنّي
على أرجوحتَيْكِ أُقيمُ،
ذنبي.

فحسبي،
أنَّ حرفَكِ ضُوءُ عيني
وصوتُكِ، في خلايا الرّوحِ،
حسبي.

رأيتُكِِ،
وردةً وأُحِبُّ فيها
مزايا الوردِ في أنفاسِ،
ربِّ.

فصبِّي،
منْ رحيقِكِِ بعضَ طِيبٍ
فإنّي في رحيقِكِ محضُ،
صبِّ.

وأوشِكُ،
أنْ أقولَ الآنَ شيئاً
فأُخفي ما أقولُ الآنَ،
حُبّي.
==========

أكونُ،
عندَكِ في اللّيلِ وعندما يطلعُ النّهارُ،
أشتاقُ إليكِ.

ليس،
من حانةٍ إلّا وعرفتُها أو شارعٍ إلّا وتسكّعتُ فيه
أو مدينةٍ إلّا وعرفتني.

من،
أجلِ نجمة صغيرة قطعتُ بحراً وصعدتُ جبالاً
وهبطتُ أوديةً ونمتُ في أكثر
من عراء.

كأنّي،
ملقَطُ النّهار، وفي اللّيلِ كأنّي
حبلُ غسيل.

آخذُ،
الكلماتِ المبلّلةَ بالتّورياتِ وأضعها بتؤدة
تحت شمسِ الدّلالةِ حتّى تجفّ
في التّعريات.

الشوقُ،
أزرق يشبهُ الإقامةَ في النّار حتّى إذا
استقامَ له اللّيل يبدو أحمرَ قانٍ
وبمقدوره أن يلتهمَ
غمقةَ اللّيل. 

النّهارُ،
مِرنان وخفيف. كثيرُ الشّكوى،
واللّيل، رنّان وكثيف.
كثيرُ النّجوى.

وأنا،
بينهما أتجوّل. أتبدّدُ وأتمدّدُ
وأتعدّد.

أرفو،
جُبّـةَ الضوءِ وليس معي غير شوقي
في جملة طويلة ولازمة
تحرق الأنفاس.

أطعت،
قلب النهار، فأضلني ومكثت
في عين الليل،
فمحاني.

لم،
يطلعني النهاريون على إبرة الضوء
ولم تحرك لي كائنات الليل
نجمة واحدة على
الأقل.

وأنا،
بينهما. بين قلب وعين. بين نهار وليل
عشت كل يقيني فيك
أيها الشك.
=========

🌿

ما فاتَني الضُّوءُ،
لكنْ رَجَّ باصرتي في أوّلِ
الضّوءِ ضُوء غير،
مُنعقِدِ.

وكانَ،
مثلَ جِماعِ النّورِ.
ضحكتُهُ منَ الملائكِ لم
تُولَد ولمْ،
تَلِدِ.

تَعمى،
عيوني إذا كذّبتُ
خافقةً أو قلتُ غيرَ الّذي
ما بي، قَطَعتُ
يدي.

لو،
كانَ وهماً،
لَما سافرتُ منْ بلدٍ حتّى
وصلتُ إلى ما هاءَ،
في بلدِ.

لكنّهُ النّورُ،،
أسرى في مباهجِهِ واحتلَّني
في خلايا الرّوحِ،
والجسَدِ.
===========

🌿

هيَ،
لا تحبُّ المجاز
وقلبي يمشي عارياً حينما
تكتبين.
؛
؛
كبُرتْ،
الياسَمينةُ يا آنا اِخْماتوفا
وتلكَ أنفاسُكِ الّتي تُزهرُ بيضاءَ
في الطّريق.
؛
؛
كما،
لو أقولُ في القصائدِ،
أُحبُّكِ.
===========



🍂

دردارةُ الرّوح
---------------

أسمّيكِ،:
دَردارةَ الرّوحِ. نبضَ الهواءِ. الدّوالي الّتي
طوَّحتْني إلى أوُلِ الله حين المدى نصفُ أهزوجةٍ
والزّمانُ ضنينٌ.. ضنينٌ.. تعنكبَ حتّى أدارَ
قفاهُ كما لم يكنْ.

ثمّ،
أحلمُ بالأرجوانِ. أسمّيكِ،:
وردتِيَ المقبلَةْ.

أهزُّ،
جذوعَ البساتينِ في أوّلِ الصّبفِ
في آخِرِ الصّيفِ ثمّ ألملمُ عن سبخةِ الماءِ وجهي
لكي أصطفيكِ منَ الغبشِ العربيِّ

هيولايَ،
أنتِ وآلهتي اللّمْ تزلْ تُنْهِضُ الوقتَ
والأمّةَ المُقْحِلَةْ.

أحبّكِ،
هذا زمانٌ تكلَّسَ خلف الضّبابِ الكثيفِ
تَغَلَّسَ، حتّى تطامَنَ فيهِ حُواةُ
الكلامِ.. رُعاةُ
السّلامِ..

الحُواةُ،
الرُّعاةُ الزُّناةُ يُعدّونَ تلك
الصِّوى المُخْجِلَةْ.

أحبّكِ،
ثمَّ أُدينُ الأصابعَ خلف الكواليسِ تلطو
أُدينُ رجالاتِها وأُدينُ كراماتِها
المُوْحِلَةْ.

أحبّكِ،
في زمنِ الفلسفاتِ الرّديئةِ والسّاسةِ المُرهَقينَ
وفرسانُ هذا الغبارِ الّذي يسقفُ الرّيحَ يقْنونَ كلَّ الحبائكِ
- حسْبَ الطّقوسِ - إلى آخرِ،
المهزلَةْ.

أحبّكِ،
ليس على الأفقِ ما يلمعُ الآنَ غيرُ المراثي الّتي
أوقدوها وهذا العويلُ الّذي يتركُ الرّوحَ
عَريانةً في المتاهِ

أحبّكِ،
ليس سوى الأسئلةْ.

دمشقُ،
أحبّكِ. ثمّ.أحبُّ تجاعيدَ كفّيكِ
حين المدى نصفُ أهزوجةٍ والزّمانُ ضنينٌ
ضنينٌ تَعَنْكَبَ حتّى أدارَ قفاهُ
كما لم يكنْ.

وأحبّكِ،
منذ انكسارِ العواصمِ
منذ الكسوفِ

أحبّكِ،
شمسُ النّهارِ على راحتَيْكِ
هيَ البسملةْ.

أحبّكِ،
في النّبضِ أنتِ وفي
السُّوَرِ المُنْزَلَةْ.
==/==========/===/===

•••

ثمَّةَ الآنَ شيءٌ رجيمْ.

ربّما نومُنا.
رُبّما، ما يُراقُ منَ الشِّعر أوْ ما يليقُ
بهِ ليلُنا، والمُنى.

رُبَّما،
رَعشُنا المُستَباحُ وما سالَ
منْ ظُلْمَةٍ، نجمُنا.

رُبَّما!! رُبَّما!! غيمُنا.
رُبَّما!! يأسُنا.. وَهْجُنا.. حلمُنا.
ربَّما خمرُنا. ربّما صمتُنا. رُبّما وهمُنا.

ربّما!! ربّما!!
كأسُنا.. فجرُنا.. والنّدى واسْمُنا.

ربّما!! ربّما!!

كلُّ هذي الحروبِ
الّتي شِخْتُ فيها فشبَّتْ شَظايا
بهذي الحِمَى.

ربّما!! مثلما.
مثلما شئْتَني يا إله.

مثلما شئتَ ترجمتي
في معاجمِ هذا الضّبابِ
وهذا العَمَى.

ثمَّةَ الآنَ شيءٌ رجيمْ !!

ثمَّةَ الآنَ،
شيءٌ وراءَ الوراءِ
وقُدّامَ هذا الأمامِ وغربَ الجهاتِ
وشرقَ الأنينْ.

/ناشفٌ كالحصى..
غامضٌ كالخطايا الصّغيرةِ
في دولةِ العاشقينْ/.

ثمَّةَ الآنَ شيءٌ رجيمْ !!

هَمْهَماتُ السّيوفِ/
الإشاعاتُ/ تَأْتَأَةُ الحربِ والجنسِ/
والنِّسْوَةُ الغامضاتُ إذا ما اتَّضَحنَ وأدرَكْنَ
أنَّ خيوليَ ليستْ لهُنَّ وكَفَّيَّ،
حمّالةٌ للجحيمْ.

ثمَّةَ الآنَ شيءٌ رجيمْ !!

الظّلامُ،
وجَوْرَبُهُ في السِّراجِ المُعَدِّ لملْءِ
الفراغِ العميمْ.

القميصُ،
الّذي قُدَّ منْ دُبُرٍ.. وأمامٍ.. وأعلى..
ومنْ جهةٍ في شمالِ الجهاتِ لكي أستقيمْ.

عارياً،
مثل رمحٍ تَثَلَّمَ منْ حمضِ هذا
التُّرابِ العقيمْ.

ثمَّةَ الآنَ شيءٌ رجيمْ !!

كالألمْ.. / كابْنِهِ..
كالطّريقْ.. / كاتِّشاحِ الطّريقِ
بمنتصفِ اليأسِ أو، يأسِهِ..

كالحريقْ.

كالنّشيدِ، الّذي..
والنّهارِ،، الّذي..
والهواءِ، الّذي..

كالعدمْ.

كلُّ شيءٍ رجيمْ.
كلُّ.. شيءٍ.. رجيمْ..
===============


🍒🍒
                             
  ولأنّه الشّاعر،:
  فإنّه وحدَهُ الّذي يَتَّبِعُ سُنَّةَ الضّوءِ
  ويلعبُ وهو على دَرْبِ المَسَرَّةِ، بالقَبَسِ.

  لهُ طرائقُهُ وحرائقُهُ وشقائقُهُ وحدائقُهُ.
  يستوي في تَطْوافِهِ وطَوَافِهِ على جُوْدِيِّ القصيدةِ
  الّتي تستوي في أعطافِها وألطافِها
  على جُوْدِيِّ حبِّهِ،

  فينسجُ أسئِلتَها،
  منْ شَفيفِ قِمَاشَةِ الوجودِ وأخيلتَها منْ
  رفيفِ فراشَةِ الخلودِ فتقرأُ في ملامحِها ملامحَ النَسَّاجِ
  ليصيرَ (هُوَ _ هِيَ) وتصيرَ (هِيَ _ هُوَ) بيضاءَ..
  بيضاءَ منْ غيرِ سُوْءٍ،

  تستمدُّ،
  منْ زمرةِ دَمِهِ أنساغَها ومنْ جَمْرةِ قلَمِهِ أبواغَها
  وتستردُّ منْ ضُوْءِ عينَيْهِ ضُوْءَ عينَيْها
  لطفاً بِهِ ونعمةً لَهُ وعافيةً عليه.

  ولأنّهُ الشّاعر،:
  فإنّهُ وحدَهُ الّذي يقبضُ على أَوْسَعِ ما في الشّموسِ
  منْ ضياءٍ وبهاءٍ ويبسطُ أَوْقَعَ ما في النّفوسِ
  منْ نقاءٍ وصَفاءٍ،

  وما بينَ سعَةِ القَبْضِ ودعَةِ البسْطِ
  يُقيمُ منزلَ الغبطَةِ ومَوْئِلَ اللّوعَةِ على الحوافِ
  منْ هُوّةِ الوجودِ والضِّفافِ
  منْ قمّةِ الخلودِ،

  وما بينهما منَ الوَجْدِ والوَعْدِ
  ينبضُ قلبُهُ ويخفقُ حبُّهُ في وضوحِ الألمِ ليُعَلِّمَنا
  كيف نخدمُ في مسافةِ الاحتراقِ ومساحةِ الاشتياقِ
  شعاعَ الأملِ،

  فالنّثر: قصدُهُ وسبيلُهُ. والشِّعْر: وَجْدُهُ ورسولُهُ،
  وفيهما ومنهما لغتُهُ وآيتُهُ الشِّعْريّةُ الّتي وسعتْ في
  التّراتيلِ والتّآويلِ كلَّ قَصْدٍ
  وكلَّ وَجْد.

  ولأنَّهُ الشّاعرُ،:
  يقرأُ في معجمِ المستقبل
  اخْتِلاجاتِ الآنَ وانْبِلاجاتِ الغَدِ ويرى
  جَهْجَهَةَ الفجرِ،

  إنّهُ،:
  يظلُّ داعيةَ أملٍ
  ويظلُّ حارساً أميناً على بابِ انتظارِهِ القاسي،
  وكأنّ الّذي بينه وبينَ الانتظارِ منْ عدوٍ
  وليٌّ حميمٌ.

  ولأنّهُ الشّاعرُ،
  يُدركُ أنَّ الشّمسَ في حركةِ اللّيلِ والنّهارِ
  موجودٌ غائيٌّ كما الماء الّذي منه
  وفيه كلُّ شيءٍ حيّ،

  فإنّهُ،:
  يُكَوْكِبُ المعنى منَ الشّمسِ
  في خاصِّيَّةِ معناها بين
  الوردةِ والدّمِ.

  ولأنّهُ الشّاعرُ، 
  يظلُّ الشِّعْرُ مأْواهُ ونَجْواهُ ويظلُّ الفَجْرُ
  دَعْواهُ ورَجْواهُ،

  وإذا هما يلتقيانِ،
  في الفروقِ منْ أُمَّهاتِ الرُّؤى وأُمَّهاتِ الشّروقِ
  ويجتمعانِ، فقُلْ،: بأيِّ آلاءِ ضوْئِهِما تُكَذِّبان.

                        =============

🌿

أنتِ لا تعلمينَ،

بأنَّ،
القصائدَ ملأى بأهدابِ عينَيْكِ
أنّ المعاني الّتي انتظرتْ فجرَها منْ شموسِكِ
ليستْ تموتْ.

وأنَّ،
الأغاني إذا ما أتيتِ تصيرُ،
البيوتْ.
؛
؛
أنتِ لا تعلمينَ،

لماذا،
علَيَّ انتظارُكِ. في البالِ
في لوعةِ النّايِ. في نوبةِ الشِّعرِ بينَ
المعاني البعيدةْ.

في،
الأغاني الّتي لا تجيءُ
وفي كلِّ صوتٍ وقطرةِ ماءٍ وحرفٍ
وراءَ القصيدةْ.
؛
؛
أنتِ لا تعلمينَ،

تسيلُ سمائي رماداً
وأزهارُ يومي رماداً وهذا النشيدُِ يجفُّ
سلالمَ ملآى رماداً

ووحدَكِ،
في غابةِ الانتظارِ بلادي
الجديدةْ.
=================

🌿

كأنَّكِ،
في الطُّهْرِ مَريَم.
حينَ أمرُّ على قوسِ لألائِها، أتلعثَمُ.
أعني، أُتَأْتِئُ منْ فَرطِ ما بي منَ الحبِّ.
منْ حَيْرَتي في شموسِكِ. منْ وَقفتي
في المجازِ ومنْ غيبتي
وانتباهي.
؛
؛
كأنَّكِ،
روحُ المشيئةِ والوقتِ.
كُنْهُ الأغاني وأُختُ البهاءِ النّبيِّ
وأُمُّ الصَّباباتِ. أُمُّ الصَّباحِ
وسُورتُهُ في كتابِ
الإلهِ.
؛
؛
كأنَّكِ أنتِ.
كأنَّ الشَّذا ضَوْعُ جسمِكِ
قد سالَ منْ سَكْبِ أنفاسِكِ
العاطراتِ.

كأنَّ،
النّدى رَشْحُ ما تكتبينَ
وحرفُكِ منْ خمرةٍ لم
تُرَقْ منذُ عهدِ
المسيحِ
؛
؛
؛
كأنَّكِ أنتِ.
كأنَّكِ في الطُّهْرِ مَريَم
ليسَ، كمثلِكِ بينَ النِّساءِ سواكِ
ويسألْنَ حينَ تمرّينَ بالعطرِ
،: يا قدرةَ اللهِ
ما هِيْ!!؟؟.
=============

========================

   هو،
  الآنَ يرسمُ بيتاً وشمساً
  صغيرةْ.

   ويرسمُ، 
   بنتاً على شرفةِ البيتِ ترخي
   الضّفيرةْ.

   🌱

   هو،
   الآنَ يرسمُ غيماً وبعضَ
   خِرافٍ على طَرَفِ،
   السّاقيةْ.

   هو،
  الآنَ يرسمُ نهراً يُكلّمُ
   في الماءِ أشجارَهُ،
   العاليةْ.

   🌱

   هو،   
   الآنَ يرسمُ وجهَ فتىً
   وكَمانْ.

   ويرسمُ،
   طيراً على هيئةِ
   الأرجوانْ.

   🌱

   هو،
   الآنَ يرسمُ خلفَ البعيدِ،
   الجبلْ.

   ويرسمُ،
   حقلاً منَ الرَّنْدِ يكرُجُ
   فيهِ الحَجَلْ.

   🌱

   هو،
   الآنَ يتركُ ألوانَهُ،
   وينامْ.

   فيلهو،
   على دفترِ الرّسمِ سربُ
   يمامْ.

🌿
ثلاثة عشر نصا للشاعر السوري أيمن معروف Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 11 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.