لست أملك صورة قرب شجرة الميلاد، ..بقلم أمل نصرالدبن / مصر


 لست أملك صورة قرب شجرة الميلاد، 

إذ لم أرها إلا حيث ثمة من لا يعرفون حجم المرارة 

في ثمار شجرة خروعٍ عتيقة قرب بيتنا زرعها فلاح

 كدلالة على موته بمرٍ مقيم. 


جدي الذي امتصه ذات الكبد،

لم يشمله العلاج على نفقة الدولة

ما يعني أن سانتا الأجنبي جدًا لن يعرف الطريق إلى بيتي 

كي يزرع البالونات فوق وسادتي علّها تُغري الشيطان

بأن تحمله ليُحلق عبر النافذة في رحلة بعيدة ثم أنام نومًا تلاعبني فيه دببة من حلوى الm&ms أوصوتك،

إنه حتى لن يمنح كوابيسي الدرداء طقم أنياب حادة تنهشني بسرعة بدلًا عن محاولة مضغ بطيئة مؤلمة تفقد الموت خفة يده. 


بالأمس وقعت عيني على صورة لفتاة

تشبه الموائد العامرة في بيوت الكبار 

حتى اسمها يطرأ على ذهنك كصابونة،أو معطر فاخر،

أو وردة تشبه رقة كتفيها العاريين تؤكد بهيئتها اللمّاعة 

وما كتبته أن لا أحد يكترث لنا.


جئتك بفائض في اليأس 

تمنيت لو تفثأه بإبرة "ما بكِ"

وحين ينهمر تجففه بطريقتك الخاصة، 

كنت تحمل في عينيك معوزين كثيرين،

مدينة محروقة،حساسيتي المزمنة، بيت انهدم 

في مكان ما،

قلتُ: نظرة المغلوب! 

قلتَ: (على الأرض السلام)


نحن الفقراء،

أبناء الأزقة،

الوجه المألوف للحُفر 

تاج الشوك الذي لبسه راضيًا يسوع الجميل 

المحرمون حتى مشاش العظم ، 

الحق الذي فيه يمترون كلما أرادوا الحصول على جائزة

أو مزيد من التصفيق

متوجعون في الحقول ، 

مرهقون خلف الآلات نتطلع لما يلقيه المتسيدون

على عروش البلاد لكلاب حراستهم من طعام 

نرى الموت المخلص الوحيد لقلوبنا رضيعة الحرمان

بينما يتغنون في الجهة البعيدة منا 

(بالناس المسرة). 


يقولون بأن الفقراء لا يملكون سوى مشاعرهم 

وأنا تُدوّخني سيرة الميلاد ورائحة البدايات الجديدة 

فهل لو تبادلنا الليلة قُبلة طويلة تكبر شجرتنا الخاصة

رغم سباخ الغربة؟!

لست أملك صورة قرب شجرة الميلاد، ..بقلم أمل نصرالدبن / مصر Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 25 ديسمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.