محاولة لترتيب الفوضى .. بقلم صلاح عبد العزيز/ مصر
**
محاولة لترتيب الفوضى
**
حيث يمكن للعالم
أن يتصور
حدائق بلا أشجار
أو حبيبات مرورهم يمكن
أن يجعل الصيف
ذا طقس شتوى
إدفع عن نفسك بأقصى ما تستطيع
ذلك الهواء البارد من عظامك
ومن جنوح مخيلتك لعالم أفضل
تستطيع فيه أن تتنفس
وتلعب مع أطفالك
ليكن
تحملك فوق تلك الأذية
دون كراهية تأكلك
من الداخل
*
فى التدنى لا ترى آدميتك
لا ترى إنسانا آخر
لا ترى غير نفسك
مع ذلك يمكن استنساخك
فى أشخاص آخرين
بحكم العشرة
خطورة ذلك
أن قلبك الإلهى
لا ينفض ماران عليه
فتعلم أيها الإنسان
تعلم
أن عمرك
إن طال
إن قصر
ليس بالطويل
ليس بالقصير
لا يتعدى ما قدّر لك
المهم أن
ما نفعله يوميا
يجب
أن يكون منسجما مع الضرورة
*
لتكوِّن فوضى مرتبة
عليك وحدك إزالتها
عليك أن تمسك مقشة
لا يعنى ذلك إزالة الفوضى نهائيا
بل محاولة ترتيبها
كأن تدنو لشجرة
خدشها شخص ما
بإزميله
كى يكتب اسم حبيبته
كتعبير
عن تقادم الزمن
دون أن يفصح عن هوية
بللت ورق الشجر
كما يمكن للأجساد المباعة
مقدما
أن تلقى برائحة
تتمهل ولا تغادر
لعدة سنوات
وهى تمر
تسلم عليك كل صباح
فى طريقها لعمل ما
كان يشغلها
وقتها
*
يمكن عن طريق الاحتمال
أن نرى كل ما فى الغد
دفعة واحدة
كومضة
ليكن فى علمك
أن الرؤى حين ترسل
إشاراتها
بطيئة
فامنح نفسك هدأة الوقت
معرفة الرموز تتطلب
معرفة نفسك
*
فى حالة ما كتلك الحالة
من يتخيل أن له كيان فهو مخطئ
فى معظم الأحوال أنت لاشئ
الكراهية لا تقتل
إنما المحبة
لا أكثر من ذلك
المهم فى الحالة الأخرى
ولأنك فى منتصف الليل لا ترى
بكاء غيرك
ولا تسمع سوى التنهدات
تجعل الشراب الذى يمكن تناوله
بدون سكَّر أحيانا حامضا
وتظل تشرب
السكْر فى تلك الحالة
لا يجلب غير الصداع
أما إن سمعت
فإنك تبكى ولا تدرى ما حولك
*
الخروج من عنق زجاجة
لابد له من طريقة
تجبرك
السكون فى الزجاجة
يجعلك بلا فائدة كجنى المصباح
لم تكن زجاجة بل
كانت الدنيا تضيق
كثقب إبرة
صلاح عبد العزيز - مصر 🇪🇬 🇪🇬 🇪🇬
ليست هناك تعليقات: