معطف لا ذنب له...بقلم أفين حمو / سوريا

 معطف لا ذنب له

ليس للمعاطف ذنوب 

غير التعلق بجسدك 

ومنح دواخلك السكينة والغبطة 

والدفء 

ليس له القدرة أن يعبر عن ذاته 

وهو يمر بمرحلة السقوط 

ثم مرحلة الصبغات اللونية وانزلاقها 

ثم إثبات وجود بين تداخل المكونات والاجناس 

وهم يصنعون منه واقيا  لجسدك 

ثم التأمل واكتشاف الأشياء المحيطة بين الاهتمام باللحم والارتطام بالدم الساخن 

في الليل 

يتسلل إلى خيوطه 

وبين فوضاه 

يلتقط الضحكات التي علقتها النسمات بظهره 

يتحدث إلى بصمات الأصابع 

الموشومة بمكان الازرار 

وللظلال المغسولة التي أغمضت عيونها خجلا

بعد ركضها على الأرصفة المبللة بالمطر 

المعطف ليس له حرية التعبير 

يذوب وقته معنا 

ويتلاشى وجوده وظهوره على انسانيتنا 

يعانق مداراته التي من طين مصهور 

على هيئة صانع له 

ينصت له 

ينام حينما تدخل العتمة دهاليز المجهول 

يموت عندما يتركه ابن ثري غير مبالي به 

ملقى  على كرسي خشبي 

بالقرب من رصيف على الميناء 

هناك ستسمع انينه منبعثا في كل زاوية منه 

في الاكمام 

والجيب والياقة والصدر 

فينكمش. .....وينكمش

وهو ينحدر 

ويحاول سحب نفسه 

وهو معلقا في زاوية المقعد 

ومفرغا تماما بلا عمل 

في الصباح الباكر 

يأتي عامل نظافة 

ويلعن وجوده وهو يبصق عليه ويردد 

سيكون الرصيف مملوءً بالأمنيات

 لو بقى نظيفا بدونك 

افين