كلُّ المفاجآتِ ... مُمكِنَة ..بقلم نبيلة الوزاني /المغرب

 


-كلُّ المفاجآتِ ... مُمكِنَة

-----------------


صباح الضَّوءِ يا صُبحُ ،

أَفعلتَها ثانيةً بدُوني

وسبقتَني لمعانقةِ الشّمس؟

أغاضبٌ منّي ، أمْ عليَّ من خُمولي،

أمْ من ساعتي النّائمةِ نيابةً عنّي؟

لستُ حزينةٌ منكَ يا طفلَ النّهارِ ،

لكنْ  ،،،

منْ لَيلِيَ الجاثمِ على جناحِ كلِّ أمنيةٍ

أُربّيها في حضنِ الراحةِ

وأطعمُها قوتَ قلبي

وأسقيها من روحي مطرَهاَ ...

لا أدري إِنْ  كنتُ سأجتازُ

هذا الجدارَ السّمينَ

وأنا أحملُ ظِلالاً مُختلفةَ على عاتقي:

الثقيلةَ ،،،

والخفيفةَ ،،،

والقصيرةَ ،،،

والطويلةَ ...المُستطيلةَ،،،

التي تتحوّلُ إلى مُربّعٍ ،

وفجأةً ...إلى مُثلّثٍ ،

ومرّاتٍ ...

إلى شكلٍ سُداسيِّ مُضاعفْ.

ما يُطمئنُني قليلا ، أنّني لستُ لوَحدي

في هذه الغابةِ الوَلودِ من الأعباء .

ومع ذلكَ ... كيف سنَنزلقُ

من بطنِ هذا العامِ  النَّهِمِ ، الشّرهِ

الذي بلعَ في جوفهِ

ما يعادلُ عقوداً من ملحْ ... ؟؟؟

قد يتعسّر الأمرُ كثيراً

ونحن نستعدّ للتَّزحلُقِ العكسيِّ

مِن حنجرتِهِ الأخطبوطيةِ،

ربّما احترازاً من رقمٍ  بخمسِ أُنوفٍ

كمِكنساتٍ كهربائيةٍ عميقةِ الشّفط،

أو قد تكون قدمُه أصغرَ من حِذائه ،

أو ربّما أشياؤنا التي اعتادتْ

على نكهاتِ أحزاننا،

ستفتقدُ دِفئَها في ثيابِنا

الفضفاضةِ لأكثرَ من عدّةِ شوارع ،

في ستائرِنا  السّميكةِ ... القديمةِ،

وفي أسِرّتِنا المُزدحمَةِ بعصافير أحلامِنا،

ومطابخِنا المُكتظّةِ بفناجينَ تقرأُ خيباتِنا،

وبصُحونٍ حزينةٍ لا تتذكّرُ

آخرَ ملعقةٍ مألوفةٍ ألقتْ عليها التحيّة .

قرأتُ فيما قرأتُ :

أنّ رسْمَ الخطواتِ إلى الوراءِ

في فصلِ الهلعِِ

لا  يُغني عن خوفٍ ولا قلق.

وأنّ الجَلادةَ

مفتاحٌ للبوّاباتِ المُستعصية .

الآنَ يا صديقي ...

بعد ما أدركتَ بأنّ الحياةَ

عصيّةٌ على جداولِ الحسابِ ،

اجمعْها في : كلّ شيءٍ جميلِ،

واقسمْها على :

كل لحظةِ تُكرّرُ ولادتَكْ .

وقد يبتسمُ الأَلْفانِ ،

ويتصالحانِ مع العشرينْ،

ويستقيمُ الواحِدُ

ويختفي الصفرُ

إلى أن تتعافى الدّوائرُ

مِن جُنونِها،

فكلُّ المفاجآتِ مُمكنة.

،،،

نبيلة الوزاني

31 / 12 / 2020

كلُّ المفاجآتِ ... مُمكِنَة ..بقلم نبيلة الوزاني /المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 05 يناير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.