يطل أبي من صورته القديمة ..أسماء عيزوقي / سوريا

 يطل أبي من صورته القديمة 

كل مساء

يخبرني أشياء  كثيرة

لست كما أخبروك يابنت

لم أكن طويلا كنخله وعيني  البحر

  كأي رجل بسيط

كنت

عيناي بعمق الحزن

لم تطاردني النساء لجمالي

فازت بي أمك لأنها أول من صادفت

وقالت نعم بخصلات شعرها الأشقر

لم أنتصرفي حروبي

عشت مهزوما والخيبة تمتصني

بحثت عن توازن داخل روحي

عبثا 

قلبي 

يرتعش إن أطلقت رصاصة

كلها أوهام أيتها الطفلة التي كبرت في قلبي

مذ لمعت عيناها لأول مرة

أوهام َسيخبروك أنني مررت في هذا العالم 

متعب أنا 

كزهرة برية على سفح 

تموت وحيدة ومنفية

حتى منزلي الأخير 

لم يسلم من العبث

بكى 

سمعت نشيجه

أبي أيها المنفى دنيا وآخرة

أيتها الزهرة البرية

التي مرت بك الحياة فطحنتك

أحبك لأنك كنت رجلا عاديا بسيطا

أسمع كل الإشاعات عن الخوارق التي قمت بها

أمضي مبتسمة

إلى منزلك الاخير لأطمئنك أن لمسة يدك 

لم تفارق جبيني بعد



يطل أبي من صورته القديمة ..أسماء عيزوقي / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 30 مارس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.