دون كلمات ...هيثم الأمين/ تونس
دون كلمات
ـــــــــــــــــــ
"أحبّك"
كلمة عاديّة جدّا
يتبادلها رجل و امرأة عاديّانْ
على العشاء، مثلا
أو
و هما ينزلان، معا، في آخر موقف للباص
في مدينة...
تحتسي اللّون الأحمر على قارعة الطّريقْ؛
كلّما كبُر الموز
فابتسمت، لهُ، رمّانتانْ !
يقول لها: "أحبّكِ"
و أصابعه، تبحث،
في قميص رغبتها،
عن رجل شارد، هناك، قد يشبهه لليلة واحدة !
تُجيب:
يا حبيبي،
منذ ألف رجل و أنا أبحث عن "أحبّكَ" أقولها لرجل يشبهك تماما...
بينما
أصابعها تحرّك آخر حجر في رقعة تردّدهِ
ثمّ تهمس في ياقة قميصه،
الذي يعجّ بالنّساء،
"كش ملك"
و تضحكْ...
و يسافران في عريهما، معا...
و حين تنتهي اللّعبة
يستلقيان، غريبين، كلّ في وحدته الشّاسعة !!
و أنا،
الهادئ جدّا كما تظنّين،
أنسى، دائما، أن أقول لك: "أحبّكِ"
رغم أنّي، في الغالب، أنسى، أيضا، أصابعي في خزانة ملابسك
أو بين طيّات شراشفك، في الحمام
أو أتركها، نائمة، في شعرك
لتسيل، مع الماء، كلّما اغتسلتِ
و لكنّي،
مع كلّ هذا،
أحبّكِ داخل اللعبة و خارجها؛
دون أقول: "أحبّكِ"
فيكفي
أن أحاصرك، من كلّ اتجاهاتك، كقطيع ذئاب
و كلّما دخلتِ وحدتِك وجدتني، فيها، ألاعب قلقك
و أطارد صغار تفاصيلك
لتفهمي
أنّي رجل يعشقك دون كلمات...
ليست هناك تعليقات: