ما بال عيدي سيقتلني معه ...فتحي العريبي تونس




بعد سنينٍ من الفراق والحلم
أرسلت طيفها يسألها  : كيف أنتِ  ؟
قالت : أُرتب الحنين ، أتحمله ولا أحتمله وأنت .. ؟
قال طيفي  : نسيتكِ  !
فما عاد الشوق يقرصني من شفتي
و لا الحنين يجذبني من كتفي

و لكن !!
هل أتصل بها ؟
لا و ألف لا
لم يعد وقتي
مـقَسًم الى حزوز : انتِ ، انتِ وانتِ فقط
صار لنفسي مـتسع  لدي
واكتشفت أن في الحياة مزيد
من الحياة بدونك
كان لزاما  هذا الفراق لأحيا
صـِرتُ أُطفىء الليالي باكراً
و اقطع الطريق أمام الغيوم
وأغلق بذلك أبواب المطر
وجدت الوقت الكافي
لأنفض سـِرب الذكريات عن عنقي
وأرمي جسدي المتثاقل على البلاط
كما تُرمي الزرابا و الحَصُر

أسفل أنفي علـقت ورقة
كُتب عليها : " أقوى خصوم العاشق كرامته "
أتأمـلـها كلما اهتز سرير الحنين من تحتي
فأركل كل فكرة تدفعني للاتصال بكِ ..

أخيراً استراح الفقد
أخرجته مني
أجلسته بقربي
أغريتهُ بالسجائر و القهوة
أثملته بالثرثرة  ، الحروف و الكلمات
وأخبرته كم سرقني
اصبحنا نتزاور أنا وهو
و دار بيننا حديث مُطوًل
ومدّ من اللوم و العتاب
واتفقنا أن لا ينحرني او ينخرني
او يخذُلني و يذكرني بكِ
ولا يـحرض الإطارات و الصور
و جدران غرفتي لتـُشير إليكِ
و هـَرعتُ و فزعت مرات عدة
لأسُدً فتحات الحنين
كي لا تسيلين منها إلي
أو أسيل منها إليكِ

صار يتجاهلني المسنجر 
فلا رسالة ولا صورة
ولا تعليق يقدح عتمة عـُزلتي
فـ تحوّشت كل ثلوج العالم على صدري ..

على عتبة الفراق
 جلستُ ألف أوراق الذكريات
أحشو تبغ العِشْرِة التي كانت
و أُدخن أيامي على مهل
لا يعنيني الف سبب لعدم تواصلك معي
ولم أفكر بألفي عـُذر لأرجوحة مزاجك
سرّحتُ غرة أحلامي
ولملمت الوهم وأهديته
لعاشق مبتدئ
أشفقتُ عليه إذ
تيقنت كم سـيـشبهني
ذاك المُغفل ..

في الليل
أخلع رأسي الذي يـُذكرني بكِ
كما كنت تخلعين مشاعركِ قبل النوم
تعافيتُ تماما منذ أن أدرتُ ظـَهري
عكس عقارب الحنين

انتِ لم تعودي فاتحة مسائي
أصبحتِ - فكرة – تأتين مع غبش النـوم
وتتركين حـلمي ساهرا  منتفخ الجفون

بِتُ أعرف كيف أمـُدّ جدار عـِنادي
وأتجاهل رائحة  قرنفلكِ و أقحُوانكِ
فقد نبت لقلبي  أجنحة و أذنان 
أُنادي عليه فيطير  و يلتفت
و صار لعمري شبابيك و ابواب
أغلق العـُمر ، فليس هناك ما نحرسه
أوصدتُ سماء المواعيد خلفكِ
فـ إطمئني
أكلتني الوحدة و التهمني الروتين
و بات انشغالي أكبر بكثير من غيابك

و تسألين : كيف أنا .. ؟
الا ترين ..؟ :
بـِـتُ وأصبحتُ وصرتُ
بأقفال إشتياقي
سجلت بــ إعترافاتي
ألف كذبة في دفتر الفراق
لأمحو آثار عينيكِ
وسـِر ضحكتك
وبحة صوتكِ

لكن !
بقي أن لا أُنادي كل
قصيرة ، مربربة أقابلها بإسمكِ
أنتِ...ِ يا سارحة مع الغيم و البرق
فــ منذ ألف شوق
وأنا أجمع إحمرار الغسق  في عيني
وأسرق من سمائكِ الشهاب
وأخفيها في صدري
وأفترضُ عالَماً يشتهينا
لنكون ساكني مجراته وحدنا

وفيما عدا ذلك
فقد نسيتكِ
ِ
كل عيد و انت قاتلتي ....(ف.ع)

ما بال عيدي سيقتلني معه ...فتحي العريبي تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 04 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.