كما يستبدل الشاعرُ كلمةً بكلمةٍ..عامر الطيب / العراق

 


كما يستبدل الشاعرُ كلمةً بكلمةٍ

يقول هذه هي الكلمة المناسبة

لإخفاء الجرح

و تلك هي المناسبة لتضميده ،

تلك هي الكلمة التي ستلمع كساعة ذهبية

و تلك هي التي ستزول كنجمة سيئة الحظ.

حسناً ، إن الحبَّ لا الشعر 

هو ما يدفعني لاستبدال الكلمات!



أمدُّ قدمي من تحت الطاولة

لألمس قدميكِ، 

كل رجل فعل ذلك في يوم من أيامهِ الدافئة

لكن الحزنَ شديد هذه المرة .

أقولُ إن الأقدام تنزع الأحذية الجلدية 

لترى!



لا أبكي إلا بين يديك 

حتى لو كنتُ غاضباً سأعيد خنجري إلى غمده 

حتى لو كنتُ جائعاً سأتطلع نحوك بطيبة طفل محروق 

حتى لو كنتُ خاملاً أو لاهياً 

سأنظر لارتجاف شفتيك الحنونتين 

فأتذكر إنني مطرود من أهلي !



أن ألعب لعبة الرجل الذي ينجب أولاداً

كثيرين ،

آخذ كل واحد منهم إلى مدينة

و أدعه يعيش هانئاً. 

أن أنظف الغرف 

و أعد لهم الطاولات 

و أواصل النواح صافياً، إنهم يجيئون 

الآن ،

أعرف بحدسي الشخصي

إنني بالدمع الزائد سأربي أولادي!



مَن هؤلاء الناس الذين يتحدثون بشأني

إن غبتُ؟

الذين يحشرون رؤوسهم 

في حياتي كالفراريج ؟

مَن هؤلاء الناس الذين يقال إنهم 

يحبون بلادي لا كما أفعل ؟

إنهم جادون تماماً

إنني أمدّ يدي بالطريقة التي تقلب 

بها الطاولة 

لا بالطريقة التي يُبرَّدُ بها الأكل!



أيحقُ لي أن أعرف نفسي كصقر هائل؟

أنا من بلاد الشيء الجديد الذي لا يُصدَق،

الموت الذي يفتن كالذكرى ،

الجنود الذين يجبروننا مرة بعد أخرى

على انتخاب رئيسهم نفسه 

بالبنادق و الجدران. 

أيحق لي أن أعيش كمن يتمدد

في حديقة عامة

و أموت كمن نسي أن يفعل 

ذلك في سن العشرين!



فجأة ينقلب الحديث عن الحب 

إلى حديث عن طعنة بندقية، 

يفز الرجل كالطفل 

الخامل و يبدأ بتذكر ما عاشه .

فجأة نذرف الدمع دون عناية 

فتبدو عيوننا لامعةً كالأصابع الملطخة 

بالزيت. 

فجأة ينتهي الكلام عن الأبدية

إلى كلام عابر عما سنفعله

غداً. 

لا شيء ، إنني كوجهٍ سعيد و موحش 

سأتخرج من الكلية 

لأحبك في البحث عن العمل !



آه لو أمكنني أن أبغض كلَ ما يتاح لي ،

أضع 

قلبي في حفرة ثم أغيبُ طويلاً كملك مطرود

و مع افتراض أن ذلك قد حدث 

أيها الرفاق

لا تبحثوا التراب 

لا تشعلوا الشموع ثانية

غنوا بارجلكم و بأيديكم

لقد استطعتُ الآن أن أنظر 

إلى المرآة 

ولا أخسر وجهي .

أيها الرفاق أقول لكم بعجالة من لا يتتبع ظله:

أرادت الشمس أن تصل برفقة أغنية 

فتوارت في اللحن !



بأي لغة نندب الآن يا حبيبتي

أهي اللغة التي نغني بها

للطيور و للسفن و قبعات المسافرين أيضاً؟ 

أهي اللغة التي نقول بها 

مات السلطان أخيراً متخلصاً من كوابيسه ؟

لقد كان يخشى

- وهو الذي يعيش على جبل عالٍ-

من أن يغرق صدفة.

أوصى المسكينُ أن يُكتَبَ على قبره:

إن واصلتُ النومَ

فسيطفح حلمي بالموتى!



كما يستبدل الشاعرُ كلمةً بكلمةٍ..عامر الطيب / العراق Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 02 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.