ساعة الظهيرة ....صدام الزيدي / اليمن
ساعة الظهيرة، والشمس تحرق ما تحتها،
ما الذي ستراه؟
إن أغلقت عينيك
وسبحت في العتمة الحمراء
بلا أجنحة؟
ساعة الظهيرة، حيث الطيور تختبئ في الكهوف وعلى حواف الشلالات
والنجوم تحتجب بلا سابق موعد
والطواحين تغلق أبوابها
والمرايا تكسر كل شيء تقع عليه
والبراري تستحمّ بغليان تكاد تلمسه العيون...
ساعة الظهيرة، حيث تستريح قوافل الشعراء
وتمضي في حال سبيلها، قافلة الذين تأخروا عن موعد الرنين المغناطيسيّ
فمروا كالبرق بين الأزقة
وعلى طرقات الموت
لا يحلمون سوى بالعودة إلى الكبريت
والبهجة على مسرح من عنب الأحلام...
ساعة الظهيرة، حيث الرئيسية في فيسبوك، فارغة مثل الربع الخالي
والمطاعم مزدحمة مثل درج مدرسة أهلية في صنعاء عند الواحدة ظهرا...
ساعة الظهيرة، حيث عبد الكريم الرازحي ورفاقه
يستظلون شجرة مورقة
أكتافهم مسنودة إلى صخرة
وأرواحهم انسكبت لتوها، في عيون سردد....
ساعة الظهيرة، حيث باعة خريطة العالم وسُمّ الصراصير
وبودرة تلميع الأسنان،
يغلقون مداخل الأسواق الشعبية
مستغلين دوار الرؤوس المثبتة على مشانق افتراضية....
ساعة الظهيرة، حيث أروقة المستشفيات تنفض غبار صمتها المستجدّ
وأضرحة الأولياء تكتوي بالشمس
وكلب عجوز يرفع رجله اليسرى
بلا خجل،
ليفرغ ماء مثانته
خلف مارد الثورة
لسان حاله: أنا المارد وأنا الشارد
وأنا صمت الظهيرة المحيّر
وبرد الليالي العابسات...
ساعة الظهيرة، حيث مستند بي دي إف، علق فجر أمس في ماسنجر فيسبوك
فمات هناك،
فيما الكوارث تغازل آخر فراشة نشطة فوق بحر الصين
وستحفر عما قريب، نفقًا تحت جسر عائم في إثيوبيا....
ساعة الظهيرة، حيث السهارى حناجرهم مسدودة وتنكمش أوردة سواعدهم
ينسحبون إلى عرض جدار
على شاشة (ميلوهنبروشوتاناما)...
ساعة الظهيرة، حيث أستعيد عافيتي،
أتحرر من طاقات سلبية حاصرتني ليلًا.....
ساعة الظهيرة، حيث أشلاء موتى تسللت عبر النوافذ
وأعباء مستقبل في حطام لعبة أطفال مكسورة...
ساعة الظهيرة، حيث راعية قروية تعود مع قطيعها وفي جوفها رنين أغنية: (وامغرد بوادي الدور) لعلي الآنسي، ترددها بلحن مترنح وبتنهيدة لا يسمعها جن الجبال....
ساعة الظهيرة، حيث الطريق إلى مكتبة زبيد العامة،
مهمة شاقة
تستدعي 12 كاميرا تصوير احترافية
تنفذ بعدساتها إلى "حيس" الكبرى.....
ساعة الظهيرة: البحر حزين ويراكم أوجاعه في انسراب موجة أصابها الإعياء...
ساعة الظهيرة، حيث أكون نائمًا
أو متقاطعًا في طريق تؤدي إلى الله
أو مشتبكًا مع
عرش
بلقيس.
صدام،،
٣٠-مايو-٢١
ليست هناك تعليقات: