مذاق الصبر ...وحيد أبو الجول / العراق

 مذاق الصبر

.

مذ متنا ونحن على هذا الحال

في الصباح نخرج من عظمة واحدة إلى ضفة النهر 

ومن أخرى إلى ما افترضنا بأنها الشمس 

كنا نبتسم قليلا كي تمضي اقدامنا من غير حزن 

أو ذكريات 

وفي المساء القصير نجلس بخفة داخل شيء يشبه الحلم

ويشبه العين الدافئة 

كنا نشتاق كثيرًا للركض

وللقفز أحيانا 

وعناق النساء اللواتي نعرفهن دون أن نشعر بالذنب 

أو نبكي 

أو تحاصرنا فكرة الرجوع إلى الحياة

هذا

لأن الأشياء القيمة مثل الصوت 

وحبر التوابيت 

ومثل الصبر المر على ما أظن 

نعم

مثل الصبر المر 

مذاق لسان الجميع

وعيونهم التي يعتقدون بأنها ترى السنابل من بعيد 

وترى الأراضي الشاسعة 

تلك التي يغطيها البرق بمئة وردة 

إنه شيء غريب 

لم يحدث لأحدنا 

أن رأى يده بهذه الصورة 

أو لمح غزارة الموقف قبل أن يودع حياته

إنه شيء غريب فعلا 

أن تدس يدك في قلبك وتخرج منه غيمة 

حين تشعر بالعطش 

أو تحب أن تلهو في المراعي دون أن يصيح بك الوقت 

قف

ودون أن ترتبك 

حين يتملكك الحب 

العارم منه فقط

فقط 

لأن الأشياء الجميلة مثل بوق طفل 

ومثل الوسادة 

تلك التي تشبه الحلم 

وتشبه الزوارق الصغيرة التي كنت اصنعها من الورق 

وادسها في الماء الذي لا يغرق أصابع اليد 

ولا يميل برأسه لجانب أخاف الذهاب إليه 

من غير غصن 

هكذا 

كنتُ أغلق الليل بكل هدوء 

_____

وحيد ابوالجول

من كتاب " تفاحة على المائدة "


مذاق الصبر ...وحيد أبو الجول / العراق Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 01 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.