في حضرة الضوء.. قراءة انطباعية للشاعر اليمني عبدالغني المخلافي في مجموعة زكريا شيخ أحمد
في حضرة الضوء.. قراءة انطباعية في مجموعة زكريا شيخ أحمد
ما أقدمه ليس نقدًا أو دراسةً أو تحليلاً . إنما انطباع ورأي متواضع حول هذه المجموعة
التي بها وبشاعرها المبدع الجميل نحتفي ونتشرف مع كوكبةٍ منتخبةٍ من الشعراء والنقاد بالحضور
"ضوء هناك " مجموعة شعرية مميزة في قصيدة النثر
للصديق الشاعر زكريا شيخ أحمد
رغم كبر حجمها قرأتها أكثر من مرة . تأتي ب2010 صفحات. من القطع المتوسط. والصادرة عن دار المثقف للنشر والتوزيع _القاهرة.
تعتبر إضافة قيمة للمكتبة العربية.
وكنتُ قد أشرتُ سابقًا في أمسية جمعتنا في رحاب المنتدى العربي الأوروبي بالتعاون مع مجموعة مجلة نصوص من خارج اللغة والتي أعمل فيها سكرتيرًا للتحرر ..
زكريا شيخ أحمد المقيم حاليًا في ألمانيا، كاتبٌ له أسلوبه المميز بين كتاب قصيدة النثر. وأنا المتابع والمواكب في مواقعٍ و مجلاتٍ و إصداراتٍ ومنصاتٍ عديدة للكثير من المبدعين.
يكتوي زكريا بنيران الحرب رغم نفاذهِ منها. يبقى محترقًا هناك . يبكي، ينزفُ، يتحسرُ . يعزفُ، يغني،و يُطرب.
بعد أن تجاوز حدود الوطن المنكوب بأحلامٍ داميةٍ وآمالٍ محطمةٍ
مع الكثير من أبناءِ وطنهِ
في زمن الشتاتِ والغرقِ والهوانِ والنزوح القسري والبحث عن الملجأ.
يُسطر المآسيَ والمواجعَ والخذلانَ
بمدادِ قلبهِ المكلوم.
لا يكتبُ فقط نفسه . يكتب المشردينَ والمسحوقينَ والمعذبينَ. والمنكوبينَ والمغدورينَ. والمخذولين.
وانا أقرأ مجموعة "ضوء هناك "
حقيقة. وجدت ما لم أستطع التعبير عنه فيما نعيشه من أوضاعٍ مماثلةٍ في اليمن.
ثمةَ عذابات وآلام وأحزان مشتركة.
مظالم مشتركة. دموعٌ مشتركة
نزيف مشترك. هم إنساني، ووجودي مشترك.
للشاعر بصمة خاصة في نصوص مجموعته. لا تشبه بصمة كاتبٍ آخر. يعتمد على الفكرة في الكتابة يغوص في عوالمٍ فلسفية وتأملية ، يشع بالضوء
يُخاطب العقل والمشاعر والضمير يغرفُ من نهرٍ واسعٍ. سيال .
من خلال الفكرة تتوالد الأفكار.. تفرخ تحضر المفارقات و الانزياحات والدهشة، بأسلوب فني متقن بسيط
لا يكتنفه الإبهام و الأحاجي.
تحمل تجربته رسالة إنسانية في غاية الشفافية والعمق . في اعتقادي تستحقُ هذه المجموعة الرائعة الكثير من القراءة والتحليل والضوء المكثف.
من نصوصها أخترتُ نصًا بعنوان :
أحترقُ بصمت
معَ كلِّ قطعةِ خشبٍ تحترقُ
أحترقُ بصمت ،
أنا قطعةُ الخشبِ
الملقاةُ بجانبِ المدفأةِ .
ما أحتاجُهُ بضع دمعاتٍ
لأكسرَ حدةَ حزني ،
أنا الذي فرطْتُ بكاملِ
حصتي منَ الدموعِ ،
و ما منْ أحدٍ
يمنحُ دمعةً واحدةً لأحدٍ .
كلُّ الانهياراتِ التي توقعْتُها وقعَتْ .
كلُّ الانهياراتِ التي لم اتوقعْها وقعَتْ .
لم يعدْ ثمةَ فارقٍ كبيرٍ
أنْ اعيشَ في ممرٍ معتمٍ
أو قصرٍ فاخرٍ .
أيعقلُُ أنَّنا في العامِ ٢٠١٨ !
ام أنني أهذي !!
إنَّنا في العامِ ٢٠١٨
و ما زلنا نمشي وراءَ فتاوى ،
تبيحُ للإنسانِ قتلُ الإنسانِ .
إنَّنا في العامِ ٢٠١٨
و مازلنا نلعقُ أحذيةَ الطغاةِ ،
الذين يقتلونَ باسمِ الوطنِ .
ليست هناك تعليقات: