تسعة كلاب و عصفور ..هيثم الأمبن / تونس
تسعة كلاب و عصفور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكفّيَّ تسعة كلاب تنبحُ
و تمام العشرة.. عصفور...
في صدري
مغوليّ تعلّم لكنة البندقيّة.. حديثا،
حصان خشبيّ يصهل في مرج ممتدْ
على طول لوحة لا يعانقها جدار،
مسمار لا أحد يعرف من دقّه هناك
و امرأة من نبيذ أبيض
تخفّف ضحكتها بمكعّبات الحزن
حتّى لا يثملَ
المغوليّ المسافر إلى حرب في اللّوحة الأخرى !!!
وجهي
رغيف خبز يابس... و مطرْ
مع بقايا من وجه أبي
و شامة دسّتها أمّي تحت أذني اليمنى
و كلّ رأسي
ساعة رمليّة تشير إلى انتهاء الوقت
فلا شيء يعبر،
الآن،
من رأسي.. إلى رأسي !!
لا قدمين لي
و كلّ أحذيتي ترف مسافة
و أسماء أخرى للنهايات !
كانت قدماي قطارينْ
قبل أن تشيّد الحرب
من السّكة الحديد
أسلاكا شائكة و منفيّين.. على الحدود.
كانت قدماي محطّتينْ
قبل أن تشيّد الحرب
من جدران المحطّات
آثارا لخطواتها
و كانت قدماي قدمين
قبل أن تعلن رأسي
نهاية الوقت و تأخّر الوصول...
ذراعاي رصيفان
ينام في حضنهما مغوليّ نسي أيّ لوحة تعيده إلى لكنته الأولى
ويأكل من رغيف خبز يابس دسّته،
في جوعه،
امرأة تضحك بحزن
و على الرّغيف
شامة برائحة امرأة أخرى...
ذراعاي رصيفان
يتدرّب، في مداهما، المغوليّ على التصويب نحو عصفور في قفص
فتنبح كلاب تسعة
و يهطل المطر على بقايا وجهي / وجه أبي...
ليست هناك تعليقات: