إنني هنا في البياض المعتم بقلم منال أحمد البحرين



في المنتصف منّي
بين ما اهترأ
وما استعد لذلك
أناضلُ
بابتسامتي ،صباحاتي،
رغبتي بالرسم والعناق،
آلامي،المصل البارد في عروقي،
اشتياقي،
وجه طفلي إذا ما لثم أسفل شفاهي وصاح: عسل،
الموسيقى واهتزاز وتراللحن في عمقي
كأنها الروح وهي ترجفُ في صوتي حين أصيح :يالله.
إنني هنا
في البياض المعتم
بين السقف وبيني
أنفخ المشاهد كلها من فمي
كالعلكة الزهرية
التي أحببتها في طفولتي
فقاعات صلبة أمسكها
ينفجر بعضها
فتلتصق جدرانها في وجهي
هناك مقاعد وظلال
شجرة واحدة وفؤووس
أبواب بلا جدران
جدران بلا أبواب
وجوه تتنزه في غرفتي
يراقبها ملاك
ويستعجلها الله
وزرقة كثيفة تنسحب من ظلي
على شاطىء ما
فيصطبغ بلهفة الشمس الداكنة
كأنه يلتحف بعباءة قديمة واسعة
كانت تخبئني فيها أمي
عن الضوء ونحيب النساء.

أنني هنا يا أمي
وهذا الصوت بقاياي
لم يكن يوماً مالحاً
لكن ماء الحياة العكر
ينز في قلبه منذ الأزل
حتى صار محفوراً
كقدحٍ صخري
يتراكض في عمقه الملح
والنحيب.
إنني هنا في البياض المعتم بقلم منال أحمد البحرين Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 27 فبراير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.