بقعة الضوء الصغيرة بقلم هيثم الأمين تونس




عندما يصير نصّي بدرا
و عندما تكتمل القصيدة الأخيرة
غدا
أو بعد غدٍ
أو بعد ذاكرة و نصف نسيانْ
سأغادر الإطارْ
عاريا
من أرملة تعانق صورتي كلّ ليلة
و تبكي عمرها المهدور معي
سأغادر
بصُلْبٍ متين جدا
لم يتساقط منه جياع ليتسوّلوا الخبز
و الحبْ
من صوري المعلّقة على الجدرانْ
سأحملُ ظهري المكسور و ظلّي
و بقعة ضوء صغيرة
و الكثير من الأشياء التي لن تنفعني
و من جرح صغير جدا
في وجه الأرض
سأتسلّلُ
إلى اللغز الكبيرْ
سأغادرُ و أُغادِرُني
في جنازة خفيفة المشيّعين
و حليقة البكاءْ
مع الكثير جدا من القطنْ
و شاهدة قبر لا كتابة عليها
ستكون مجرّد اشارة
بأنّ ميتا مرّ من هنا... إلى هناك
و قد أغادر الإطار
قبل أن يصير النصّ بدرا
و قبل أن تكتمل قصيدتي الأخيرة
حينها
سأغادر وحيدا جدا
دون بقعة الضوء الصغيرة
سأغادر على عجلْ
و دون حاجة لجنازة
سأغادر كما الأغلبية من الباب الخلفيْ
و بكامل وجهي الحزين.

بقعة الضوء الصغيرة بقلم هيثم الأمين تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 11 مارس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.