الطوفان الأخير بقلم علي جمال العراق

نَجلسُ هناكَ فوقَ تلَّةٍ من رفاقنا القدامى، نُشاهدُ قريتنا تَشتمُ الناسَ لأنهم ينعتونها بالسُمْنَة وهي بدورِها كربَّةِ منزلٍ لا تعتني بأزهارِ الحديثِ، تقومُ بأكلِ الأرصفةِ و حبالِ الغسيلِ و العُمّالِ ودكاكينِ التَّمْرِ و الجرائدِ، لتتسعَ أكثر و يختنق بداخلي أصدقائيَ الجُدُد -يحدثُ أن تتوهَ كزهرةٍ بَرّيةٍ في معنىً عفويّ، نَقَلوكَ كعبارةٍ شهباء من فحواكَ إلى مدينةٍ بلا اتجاه ! فقط لتُشاطر المعابدَ أُناسها ، لتشعر إنك بلا ماءٍ يرشدكُ إلى الموت!! تركضُ إلى الليلِ كفيلقِ من الأسئلةِ مصاباً بشللٍ خاطئ.. فتصطدمَ برصيفٍ ليس له رائحة ماذا لو كلّ هذه الأمور، وهربَت صورك و بقيتَ هُنا كـقولٍ مبتور، كقُبلةٍ لم يحالفكَ المكان لتفعلها.. رُبما الكلامُ لم يكن كيّساً إلى حـدٍ أنكَ تقفُ كعمودِ رخامٍ ولا أحدَ يغمركَ مِثلَ نهرينِ التقيا في محادثة ! كسعادةٍ عزباء بلا نبيٍّ يسكبُ اليابسةَ فوقَ بُيوتنا و ينثرُ السببَ عليها لتجف الثرثرة و تنجب لنا ضماداً .. هكذا سوف تطفوا الذُنوبَ و الضمائرَ المتخشبةَ والبضائع التي بقيت وحيدةً دون أن يقتنيها أو يشتريها أي شخصٍ ليس قِاربا.. كم وددتُ لو أني أرسمُ لكم جبلاً و بجانبهِ اثنينِ يشاهدانِ ذلك

الطوفان الأخير بقلم علي جمال العراق Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 16 مارس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.