لصبرك الذي بدأ في الترهل بقلم محمد المغربي مصر



(جحيم لا يغلق أبوابه)

.
لصبرك الذي بدأ في الترهل
من مرافقة الزواحف والسنوات الطويلة
لبزوغ براعمك الإبطية في العناق
لاحمرار ثمارك  المطبوخة بنار الهمسات العرضية
لأهدئ ولو قليلا من روع جمراتك الشابة في قلبي
قلبي الذي يتوهج فور سطوعك
كفسفور الطرق السريعة
أزرع قبلة على جانب الطريق
وأبلل نبتتك المتعطشة للبقاء
من قمة جدولنا الدوري
وأبصق بملء إرادتي في وجه البسيطة
وعلى أعتاب أسبوع الآلام الذي قد يحل قريبا في غيابك
رافعا قضبان السعف الرخوة
والشموع الدامعة
فأنا مازلت طريد جنتك الفارغة من البيرة
حاناتك المدارية
عيونك الكبريتية الغاضبة
أحتسي أمطار غيابك الحامضة 
أستبدل الأزقة بالمحيطات 
والمارة بزجاجات الكولا الفارغة
أوزع العواصف والمشردين على أرصفة الروح
أشق طريقي بصعوبة بالغة إلى البحر
 بين الصخور وحقول الأحلام
وحين أتعب من مجاراة الشواطئ وحقيبة الظهر 
أتكئ إلى خصر شجرة الأثل الوحيدة
أحدثها عن هجرات النجوم الطويلة
عن عذرية أعواد الثقاب 
وطهارة الــ ( فرنش كوكو )
عن المدن المؤللة
عن المشاعر المثلجة
وبقايا الأرواح المحفوظة
عن الجينز المعبأ بالبارود
وأوكار الثعالب على جانبي الشارع الرئيسي
عن الصراعات غير المحسومة
بين النظرات الخاطفة
خدوش القلب المستعارة ,
أدخل خيوط اللعبة بمؤخرة الحقيقة
ممددا إلى جوار ما تبقى من قنينة عدمي الباردة
وبلا جريمة ألعق فكها السفلي
أتبادل الصمت القبلات مع يدي العانس السمراء
أمعن في عتاب وسائدنا التي مازالت غضة
أتشمم رائحتك النائمة بمفردها في طيات الشراشف والمحارم القذرة 
أدنس لساني بأغانيات العجائز البذيئة
عن الذي كان ولم يعد
أركض في سري
لأواكب تهورك البيولوجي
أميل في كل النواحي ترقبا لانفجارك الناصع
وكزهرة عباد الشمس الكافرة
أدعو فراشة لقيلولة على صدري
وجوقة ذباب للطنين
ووجبة الروح الساخنة
الكواكب الضالة
لالتهام نسغ أعصابي الفائر
فرغبتي ماتت منذ مدة من الضحك
على بكائيات ما بعد اغتصاب الروح للجسد الفاني
وفقدان البراءة لحقيبة يدها
وانحراف أخلاقك الجيني
للميول غير السوية لخطوط خصرك
لوعكة فشلنا التناسلي
لهبّات الطبيعة التي لم تعد بكرا على أية حال
لكل تلك المزاعم التي أطلقتها غربان الفيافي 
عن موتانا القدامى
لعرى الصداقة التي لا تنفصم بين الحزن والقشرة الداكنة
سأصحبك للمراكب المريضة بدوار البحر
لزبد أفواه الموتى
لنعطر أرواحنا ياحبيبتي بأصباغ اليود وعبق الديتول
سآخذك لجزر الأرامل المسيجة بدموع التماسيح
لنبكي طويلا على قدر أعمارنا المفقودة
سأطعمك الصمت وقشور الموت الطرية
سأسلمك عن طيب خاطر للدغات البرد العيون الضيقة
وأستمع بشغف لأنينك العذب
للهاثك ابن كلب الظهيرة 
بينما تجلدين ذئابي المنفية من رحمتك الواسعة
بصمتك الطويل
لعواء أعضائك الجائعة في الليالي الباردة
سنصغي معا لصرير الليل المجعد تحت أقدامنا
لتدفق الأدرينالين من فلجة أسنانك القديمة 
هناك حيث نتعلم ـ على مهل ـ  تصويب القبلات على المدى
نجرّب جحيم احتكاك الشفرات الوراثية بفراء الثعالب
نحرر سخام أرواحنا من براءة القطن
وعبودية المداخن العالية
ونركض في اتجاه كل الغيابات الممتدة والكثيفة
ودون التفاتة واحدة نحو الألم الفاغر خلفنا
سأحملك على حبي
ومئة جريمة أخرى
لأنجو من ورطة التكاثر بالبعد
سأترك قطعانا تخور
على حافة دائرة كأسك المتغض
فأنا أحب نزول الهاوية دفعة واحدة
والتدرج فقط في خلع ملابسي
أفضل التمايلات الرتيبة للطقوس الجنائزية
والتضرع حتى بزوغ الإبطين
سآخذك للصحراء المصابة بأنيميا البحر
ولأبعد من ذلك أحيانا،
إلى جحيم يغلق أبوابه عند الفجر
حيث الموسيقى الهاربة للطرقات تمضغ أذنا نيئة
تغمس القلب بحساء الأجساد المخمورة
فأنا مولع بالفرار من الأماكن الضيقة
والمفاهيم المهددة بالانقراض
من اللمسات الدبقة للحب الأمومي
من عيون آكلي العشب الحزينة
وقرون الألم الإنساني
فأنا تعتمل ـ كما تعلمين ـ بداخلي ثآليل البراءة الأولى
الأمنيات الأكثر نقاء من التطهير العرقي
وحفنة من بذور الكراهية .
لصبرك الذي بدأ في الترهل بقلم محمد المغربي مصر Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 24 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.