طبيب القلب بقلم خديجة غزيّل تونس

أحسّ الثقب الأسود بألم في صدره وتسارعت دقات قلبه.. وبدأت طاقته تذوي. إنه لم ينفك يتعرق منذ أن تناقلت وسائل الإعلام الخارجية خبر خروجه إلى الفضاء.
أعلنت صفارات الإنذار الخطر المفاجئ.. هبوط دموي حاد وشد عضلي واحتمال ذبحة صدرية.
النداء الثاني لطبيب القلب
مشغول بمراقبة الشقوق السمراء لامرأة عبرت أفكاره. بينهما سنوات من الضوء. أطفأ المصباح وتلمس جسدها الطري..
سيكون اسمك الأرض .. سأبللك بريقي الأسود. أنت صغيرة وجافة. توقفي عن اللعب! تنتفخين فجأة فأضيع في هذا البلل الكثير المباغت. سأتفجر ككيس الهواء المنقى من الأوكسيجين وسوف لن تجدي مخدة تريحين عليها ركبتيك.

النداء الثالث لطبيب القلب .. يستمع لامرأته تتلو عليه أوراد الصباح و يتساءل من هو هذا الله الذي تذكره أكثر منه حتى أنها قالت إنها تستند عليه في كل أمر.
لابد أنه الرجل الخارق الذي تكلم عنه الرب في كتابنا أيضا. سيأتي من كوكب يصغركم حجما. ستفتحون الأبواب مسحورين بعطر يخترق أدمغتكم وستدخل مراكبهم بالنار والمتفجرات. ستكون لكم احتفالات وأعوام تقاس بعددكم. وستنبت لكم أشواك في أفواهكم تريكم الطريق للمتعة الخالصة.

تزداد حالة الثقب الأسود حرجا. لكن طبيب القلب مسحور بالرائحة المقدسة التي تنبعث الآن.
تشعل الأرض النار في ورق الغار.. تقول
أحرق أوراق الغار كلّما اشتاقت روحي لعناق ملاك.