الموت روائي محترف حسن الخندوقي المغرب
صِرْتُ أرى كوابيس الموت كثيرا
هذه الأيام
في بلدتي الصعيرة
كل يوم تُشَيَّعُ جنازة أو أكثر
و على صغرها ؛ تحوي سبع مقابر
غير تلك الخاصة بالعائلات
المقبرة ، بتاء التأنيث ، ليست بشعة
إنها تشبه المحبرة
أتذكر قول جبران :
يكتب عليها الموت سطورا ثم يمحوها
الموت كاتب روائي ماهر
و خصوصا في النهايات
إنه يكتبها بواقعية مذهلة
من دون تقديم مبررات
بكثير من الإحترافية
فهو لا يخشى النقد
و التعليقات البليدة
لكنه ، في المقابل ،
ليس شاعرا
إنه قاتل الشعراء و القصائد
طبعا ، سيكتب الموت نهايتي
ذات يوم - لا أستعجله -
دون أن يقدم لحبيبتي
أية مبررات
فعلى أية حال
إنها يتيمة و أنا على قيد الحياة
و أصارحكم :
إنني خائف أن تكون نهايتي
عبثية كشأن ما أنا عليه الآن
إذ إن كل ما سيُقال بعدي
نقدٌ عبثي أو عبث نقدي
أو تعليقاتٌ بليدة
أو شِبْهُ مرثيات
أو دموعٌ لرفع عَتَبِ التخلي
عني و عنها
أو ربما ندما على التنكر
لي و لها
بوضوح أكثر :
إنني خائف من الموت نفسه
حتى و إن كان إحدى الراحتين
طبعا ، لا داعي للتكرار
أن ذنوبي كبيرة
و نذالتي أكبر
في حقي و حقها
أيها الموت ، تمهل
و دع الحياة تكتب تفاصيل أخرى
فلعلها تجيد حَبْكَ حَلٍّ لعقدة الرواية
أما أنا ،
ففي انتظار توقيع روايتك
عَنّي في احتفال مَهيب
أو كئيب
لا شيء يستحق أن أكتب عنه
إلا أنتِ و ذنوبي
فسأكتب عنكما
حتى تذوبي
في كياني مغفرة
آنذاك ،
قد تَسْتَحِقُّني المقبرة
ح - خ ( ابن الزاوية )
الموت روائي محترف حسن الخندوقي المغرب
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
12 أبريل
Rating:
ليست هناك تعليقات: