فرخُ حزن بقلم هيثم الأمين تونس





أنا رجلٌ
لا يفقسُ الحبُّ على صدري
و لا تبني أحلامها،
على أصابعي،
خصلاتُ الشَّعرِ الحريرْ.
ربّما،
لأنّي رجلٌ
يتوغّلُ، عميقا جدا، في التفاصيل الصّغيرة
و يُنفقُ الكثير من الطّفوليّة على السّائحات من النّساءْ!
أو
ربّما، لأنّي رجلٌ
يؤمنُ أنّ المرأة السّعيدةَ
ضربٌ من " الغول و الخلّ الوفيّ و العنقاءْ"
و هذا يجعلُني
أكشطُ، عن كلّ امرأة تعبُرُني، ظلّها السّعيدْ
و لا امرأة ستحبُّ رجلا يمسح مكياجها قبل أن تنضًجَ لعبة الحب
و لا رجل في الدنيا
سيحبّ امرأة بوجه حزينْ.
أنا رجلٌ
لا تُلهيني امرأة أو حبٌّ عن ممارسة طقوس حزني
و دور المهرّجٍ
لا أُتقِنُهُ
إلّا إذا باغتتني نوبة بكاءْ
أنا رجلٌ
يعشقُ حظّه العاثرْ
و لا امرأة في الدنيا
ستفرّخ الحبّ على صدر رجلٍ
لا يتنازلُ عن حظّه العاثرْ!
أنا رجلٌ
لا تنبتُ أصابعهُ كلّما جزّتها قصيدة غزلْ
لهذا
أنا أُلبس - طول الوقت - كلّ امرأة أعرفها قصيدة واحدة لا غيرْ
فبربّكم
هل سمعتم يوما
بامرأة ترضى بثوب واحد
أو بحذاء واحد
أو بحقيبة يد واحدة طول العمر؟!!
أنا رجلٌ
يعبثُ به الضّجرُ طول الوقت
أشاركُ سجائري مع وحدتي
أغنّي، بصوت مكتوم، لي
و ضليعٌ في الرّقصِ بشكلٍ ثابتْ
و الحبُّ جنونْ
انهمارٌ من القمّة نحو السّفحْ
و طيران من السّفح نحو القمّة
الحبّ
شجار و عراك
و أنا
رجلُ
هادئ
رغم كلّ الثّوران في عقلي و في صدري
فكيف لي
أن أكون رجلا يصلحُ للحبْ
و أنا فرخ حزن
ترعبهُ ثعالب الحنينْ؟!!
فرخُ حزن بقلم هيثم الأمين تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 08 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.