مليشيا فيسبوكية بقلم طه العزعزي اليمن





في مساء بارد كنت قد نجوت من الموت
حين أتممتُ كتابة قصيدة جيدة
 قمت بنشرها في فيسبوك
فعلت ذلك وأنا مطمئن من أن منشوري هذا
 سيحمل وجعي الذي تحرك ذات ليلة كلاعب كرة السلة المندفع إلى أعلى
  في منتصف القلب هذا
لساعات طويلة بعد أن كنتُ قد أتممت قصيدتي _ كعادتي _ فعلت ماأفعله دائماً
عملتُ على ترديد وقراءة القصيدة لأكثر من مرة
ثم أخذت أرقص بجمجمتي الثقيلة هذه دون رحمة
كنت أمعن في الإهتزاز كمنتصرٍ لمعته التصفيقات كثيراً
وفي أخبار " القادم أجمل "
فكرت بكتابة قصيدة ثانية تجعلني أبدو سعيداً حتى وإن كانت سعادتي هذه شبيهة رقمياً بسعادة هذا الوطن " في التصنيف السادس " عالمياً !
لأيام مقبلة
نمت جيداً وبطريقة عادية أيضاً
كانت تساورني رغبة في كتابة قصيدة تعمل على  تحريك حاجبا حبيبتي العاطلين بالدهشة 
وتفجير الوضع هناك
أمام أول خطوة قريبة من منزلها
أخذت رغبتي اللا مكتملة في الإشتعال كعود ثقاب مبلول بالماء
حين شاهدتُ إحدى منشوراتي في فيسبوك
تم سرقتها وإغتصابها أمام عيونٍ كثيرة وأخرى لها شكل الجريمة نفسها
نصف ندمٍ كان كافٍ تماماً بأن أقوم  بحكةٍ وقحة في الأنف
وأن أعض على أصابعي الطويلة هذه كطفل جائع
كان خبر مفاجئ آخر يتخطى حدود ندمي أيضاً
خبر أسرع من ياء النداء بكثير
يقول أن لصاً " محترماً" آخراً في صفحته على فيسبوك
إكتفى بسرقة آخر سطرٍ فقط من قصيدتي
بحجة أنه جاء متأخراً ! .
***********
في مساء يومٍ تالٍ
وأنا أمعن في تتبع آخر أخبار لصوص الفيسبوك
شاهدت مجموعة " مليشياء " تسطو على قصيدة هجائية الجهات
  تم إقتيادها بخفة إلى أماكن مجهولة
كانت القصيدة لشاعرة عربية وتحت سن التهديد
بعد أن إكتشفت هذه الشاعرة خبر سرقة قصيدتها
زعقت بحزن حتى آخر نفس ٍ في معدتها
كانت إضاءة بسيطة كنصف صلعة  القاص اليمني "وجدي الأهدل "
توحي بأن المعنى مايزال في بطن هذه السيدة فقط
 رغم ذلك مع سبق الإصرار في إستعادة المنشور مهما كلف الثمن
ظلت هذه السيدة تتألم بوجع شديد
تماماً كطفل الحلوى الذي تحفر الدود في مؤخرته بلا رحمة .
رغبة في المؤاساة الودية كتبت لهذه السيدة
 " ماكتب بالدم
لن يمحى بالزيت أو بصلصة الطماطم ! "
أما أنا
فقررت في تلك اللحظة في أن أكتب قصيدةمستعجلة
 للص مازلتُ إلى الآن  بإنتظار ظهوره .
مليشيا فيسبوكية بقلم طه العزعزي اليمن Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 08 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.