الحياة لم تعد مهنة مقدسة بقلم رشيدة المراسي تونس
الوظائف الشاغرة
لم تعد تثير فضولي
ركنت جميع الإعلانات المبوبة
قرب كوم القمامة القريب من باب الدار
وقد نسي عامل النظافة لأيام
أن يدفنها في المقبرة القريبة
تغيّرت اهتماماتي مع مرور الوقت
ومع تقدّم سن الحلم
تغيّرت الألوان وإشارات المرور وأولويات المجاوزة
الزمن لم يعد يتمدّد، تقلّصت مساحاته
مع انكماش قبضة القدم على التراب
صارت المساحة الجملية للمكان أكبر من الزمن
وصار بإمكاني على سبيل المثال
أن أتهجّى رسالة إلكترونية على مراحل
بعد أن أعدم ساعي البريد الأرضي
وأخذ معه الساعة الرملية العتيقة وميزان الماء
صار لديّ الوقت الكافي لأحصي خطوات الحروب
ومربعات الشطرنج
التي استبدلتنا بكائنات فضائية
أكثر قدرة على التأقلم والتفاعل الكيميائي
كشرت جمهوريات وممالك النفط
عن أنياب فقرها المدقع
سحبت منها وكالات الأسفار بطاقات ائتمانها
وأرصدتها من النحاس والنيكل
تغيّرت خرائط العبودية والكرامة
أخذت معها خرائط الحدود البرية والبحرية
وأطاحت بالتاريخ والجغرافيا وبشفرة الجدود
تغيّرت أولويات القضية المركزية
فرّخت قبائل البدو الرحل أجيالا مدنية
لا تتقن لغة البرد في العراء وتضيق ذرعا بالخيام
ثمة مساحة كبيرة لمدينة خربة
غير مجهزة بفضاء لقضاء الحاجة
وثمة طفلة منكوشة الشعر في العراء
تشهر قلم رصاص لقتل الوقت بدل الضائع من طفولتها
وثمة شيخ مشلول وصل إلى حدود فيينا مشيا على الركب
وعجوز ابتلعت ماء البحر قبل أن تبلغ حدود الجمهورية الفاضلة
أطفال هوميروس كانوا أسرع إلى حلم الأوديسا،
و وحدهم عبروا
إلى شطر الكرة الأرضية المائي وصنعوا قوارب نجاة وهمية من ورق
هذا زمن الخيال الجامح والألعاب البهلوانية وحرب النجوم الإفتراضية
المطر ينزل أحمرا و يتهاطل في كل المواسم ويؤجل طقوس الإحتفاء بالزرع
الصحراء السيبيرية انتعشت سوق تجارتها من البضائع الإفريقية
وصارت مرتعا للخيول المهجنة والنعامات الصحراوية وحمار الوحش
الوظائف الشاغرة كثيرة واستقالات جماعية على مكتب عميد الركن
فلم تعد مهنة الحياة مقدّسة
ولم يعد لسان الحال لغة منطقية قابلة للتأويل في زمن المفارقات الشعرية والنثرية
هذا زمن المقامات البديعية المتشظية على نخب أرض الله وشعوب الله.
لم تعد تثير فضولي
ركنت جميع الإعلانات المبوبة
قرب كوم القمامة القريب من باب الدار
وقد نسي عامل النظافة لأيام
أن يدفنها في المقبرة القريبة
تغيّرت اهتماماتي مع مرور الوقت
ومع تقدّم سن الحلم
تغيّرت الألوان وإشارات المرور وأولويات المجاوزة
الزمن لم يعد يتمدّد، تقلّصت مساحاته
مع انكماش قبضة القدم على التراب
صارت المساحة الجملية للمكان أكبر من الزمن
وصار بإمكاني على سبيل المثال
أن أتهجّى رسالة إلكترونية على مراحل
بعد أن أعدم ساعي البريد الأرضي
وأخذ معه الساعة الرملية العتيقة وميزان الماء
صار لديّ الوقت الكافي لأحصي خطوات الحروب
ومربعات الشطرنج
التي استبدلتنا بكائنات فضائية
أكثر قدرة على التأقلم والتفاعل الكيميائي
كشرت جمهوريات وممالك النفط
عن أنياب فقرها المدقع
سحبت منها وكالات الأسفار بطاقات ائتمانها
وأرصدتها من النحاس والنيكل
تغيّرت خرائط العبودية والكرامة
أخذت معها خرائط الحدود البرية والبحرية
وأطاحت بالتاريخ والجغرافيا وبشفرة الجدود
تغيّرت أولويات القضية المركزية
فرّخت قبائل البدو الرحل أجيالا مدنية
لا تتقن لغة البرد في العراء وتضيق ذرعا بالخيام
ثمة مساحة كبيرة لمدينة خربة
غير مجهزة بفضاء لقضاء الحاجة
وثمة طفلة منكوشة الشعر في العراء
تشهر قلم رصاص لقتل الوقت بدل الضائع من طفولتها
وثمة شيخ مشلول وصل إلى حدود فيينا مشيا على الركب
وعجوز ابتلعت ماء البحر قبل أن تبلغ حدود الجمهورية الفاضلة
أطفال هوميروس كانوا أسرع إلى حلم الأوديسا،
و وحدهم عبروا
إلى شطر الكرة الأرضية المائي وصنعوا قوارب نجاة وهمية من ورق
هذا زمن الخيال الجامح والألعاب البهلوانية وحرب النجوم الإفتراضية
المطر ينزل أحمرا و يتهاطل في كل المواسم ويؤجل طقوس الإحتفاء بالزرع
الصحراء السيبيرية انتعشت سوق تجارتها من البضائع الإفريقية
وصارت مرتعا للخيول المهجنة والنعامات الصحراوية وحمار الوحش
الوظائف الشاغرة كثيرة واستقالات جماعية على مكتب عميد الركن
فلم تعد مهنة الحياة مقدّسة
ولم يعد لسان الحال لغة منطقية قابلة للتأويل في زمن المفارقات الشعرية والنثرية
هذا زمن المقامات البديعية المتشظية على نخب أرض الله وشعوب الله.
الحياة لم تعد مهنة مقدسة بقلم رشيدة المراسي تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
08 أبريل
Rating:
ليست هناك تعليقات: