هراء الوقت بقلم هيثم الأمين تونس





الرجل الذي مات في المرحاض
لم يكن لديه الوقت
ليمسح كلّ هُرائهِ
و ليخبر حبيبته أنّ قلبه، أيضا، عاطل عن العمل
و المواطن الصّالح الذي صرخ: يسقط الوطن
أيضا، لم يكن لديه الوقت
ليحتجبَ عن عين الرّصاصة
و ليشرح، بالتفصيل، آخر حلم جمعه من حديقة الله.
المرأة، التي رأيتها اليوم
و التي كانت تشبه، جدا، حبيبتي
لم يكن لديها الوقت
لتقبّلني
و لتعتذر لي عن كلّ هذا الغياب
فطفلها الباكي
لم يكن لديه الوقت
ليمنحني وقتا كافيا للتّعارفْ!
حبيبتي، أيضا، لم يكن لديها الوقت
لتنتظر أن أكتُبها بطريقة لا تُشبه كلّ ما سلفْ
أنا، الذي، لا أُجيد الكتابة
و تحترق أصابعي من فرط الثرثرة
و لكنّها لا تصل، أبدا، إلى ما وراء الكلمات العاديّة.
يسألني طفل، في الشّارع، نسي طفولته تحت سرير زوجة أبيه
هل لديك وقت
لأشرح لك الفرق بين فخذَيْ أمّي و فخذَيْ زوجة أبي؟!
 هل لديك وقت
لتُعلّمني كيف أخلع الحذاء العسكريّ من قدم الرّصيف
لتكون ركلاته أقلّ وجعا؟!!
و أنا،
ليس لديّ الوقت
فهراء الرّجل الذي مات في المرحاض
مازال يطاردني
و أنا أبحث عن وطن كحبيبتي
أو كامرأة تشبهها.
هراء الوقت بقلم هيثم الأمين تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 25 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.